الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منزلة الصحابة من الجن

السؤال

هل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من الجن يدخلون في مثل درجات الصحابة أو التابعين من ناحية الأجر وغيره؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالصحابة من الجن والمؤمنون منهم يدخلون الجنة كما يدخلها الصحابة والمؤمنون من الإنس، ويتفاوتون في درجاتها كما يتفاوت الإنس فيها حسب أعمالهم وصدق إيمانهم.. كما قال تعالى على لسان المؤمنين من الجن: فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا {الجن:13}.. الآيات.

أي لا يخاف نقصا من حسناته ودرجاته، ولا زيادة في سيئاته..

وجاء في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي عند تفسير سورة الرحمن: مَسْأَلَةٌ: هذَه السُّورَةُ، وَالْأَحْقَافُ، وَقُلْ أُوحِيَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْجِنَّ مُخَاطَبُونَ مُكَلَّفُونَ مَأْمُورُونَ مَنْهِيُّونَ مُثَابُونَ مُعَاقَبُونَ كَالْإِنْسِ سَوَاءٌ، مُؤْمِنُهِمْ كَمُؤْمِنِهِمْ، وَكَافِرُهِمْ كَكَافِرِهِمْ، لَا فَرْقَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فِي شي مِنْ ذَلِكَ.
وقال ابن كثير: وهذه الآية: يعني قوله تعالى: ولمن خاف مقام ربه جنتان ـ عامة في الإنس والجن، فهي من أدل دليل على أن الجن يدخلون الجنة إذا آمنوا واتقوا، ولهذا امتن الله تعالى على الثقلين بهذا الجزاء، فقال: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ* فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ.

والحاصل أن الصحابة من الجن ينالون الدرجات العلى في الجنة، كما ينالها الصحابة من الإنس.

وتراجع الفتوى رقم: 3621، لمزيد من الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني