الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجب على الأمة تقليد رجل بعينه

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم أود أن اسأل عن أخذ الفتوى من شيخ أثق في علمه، وهل فتوى مفتي المملكة واجب علي أن آخذ بها إذا كان هناك فتوى من شيخ أثق من علمه ويشهدله العلماء من المملكة ولكن الفتوى غير موافقة لفتوى المفتي للمملكة وخاصة إذا كان لديه الأدلة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمن كان لديه من العلم وسعة الاطلاع وقوة الإدراك ما يمكنه من النظر في الأدلة واستنباط الأحكام منها، وجب عليه ذلك، ولم يجز له أن يقلد غيره فيه.
وما عجز عن معرفة دليله أو أشكل عليه فهم دليله سأل عنه أهل العلم، كما أمر الله ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (الأنبياء:7)
وكذلك العامي، ومن لا قدرة له على النظر في المسائل وعلم الدلائل، فهذا شأنه أن يقلد غيره من أهل العلم الموثوقين، ولا يجب على الأمة تقليد رجل بعينه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل من احتاج إلى معرفة شيء من أمر الدين ولم يمكنه التوصل بنفسه إلى معرفته سأل غيره من أهل العلم.
ومن هذا يعلم أنه لا يجب عليك تقليد مفتي المملكة، وأنه لا حرج عليك في سؤال غيره من أهل العلم الأمناء الثقات المشهود لهم بالفضل والخير؛ وإن خالفت فتياهم قول المفتي العام أو رئيس الإفتاء.
هذا مع معرفة قدر العلماء وحفظ مكانتهم، والظن بهم أنهم حريصون على الوصول إلى الحق، يفتون بما يرونه صواباً حسبما أداهم إليه اجتهادهم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني