الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تلاعب الشيطان بالشخص حتى يصل به لترك الصلاة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمعندي مشكلة خطيرة جداً وأرجو منكم حفظكم الله أن تجيبوني عليها أنا تأتيني وساوس لعينة وغير خلقيةكمثل أتخيل أنني والعياذ بالله أنني أسب الله أو أتخيل والعياذ بالله أنني أرمي المصحف لدرجة أنني كلما أرى مصحفا يخيل لي أنني والعياذ بالله أرميه فلما أرى مصحفا في مكان أتركه حتى لا تأتيني هذه التخيلات ثم أحاول أن أبعد هذه التخيلات عني فلا أستطيع فأشعر بالذنب وأن الله سوف يعاقبني على هذه الوساوس فلا أستطيع أن أصلي لأنني فعلت هذه الأفعال ثم يضيق صدري كمداً وأشعر أن الله لن يتقبل مني عملي وأشعر أنني ارتكبت ذنبا لايغفر ومهما أفعل فلن يتقبل الله مني عملي فدلني بالله عليك ماذا أفعل في تلك المصيبة أنا أشعر بالذنب طوال الوقت ولا أعرف حتى ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فهذا الذي أنت فيه تلاعب من الشيطان بك، فلا يجوز أن تسلم قيادك له يجرك حيث يشاء، وعليك أن تستعين بالله عز وجل لدفع وساوسه وأوهامه، ومما يعينك على ذلك أمور منها:
أولاً: أن تعلم أن الله عز وجل لا يؤاخذ العبد بحديث النفس ما لم يعمل أو يتكلم، فليس عليك إثم بمجرد أن تتخيل أنك فعلت كذا وكذا، وأنت كاره لذلك غير راضٍ به، والشيطان قد حاول أن يستغل جهلك بهذا حتى وصل بك إلى الإحباط.
والثاني: المداومة على ذكر الله تعالى، وخاصة التعاويذ والأوراد الصباحية والمسائية.
والثالث: طلب العلم، وحضور مجالس العلماء، وطلبة العلم، وقراءة الكتب النافعة.
والرابع: أن تقرأ على نفسك القرآن، أو تعرض نفسك على من عرف بالدين والصلاح ليقرأ عليك القرآن، وما تيسر من الأدعية الواردة، فلعله قد أصابك شيء.
وبالجملة، فنحن ننصحك بعدم الاستسلام لهذه الأوهام، بل خوفك من الوقوع في هذه الذنوب يدل إن شاء الله على تعظيمك لحرمات الله عز وجل، والخوف من عقابه.
وأما الصلاة، فإن كنت قد تركتها، فقد أسأت إساءة عظيمة، وبلَّغت الشيطان مناه، وأعطيته مطلوبه، فإنه لم يرد منك إلا ذلك، فسارع بالتوبة، وذلك بالندم على ما فات، والإقلاع عن هذا الذنب، والعزم على عدم العودة إليه في المستقبل، واقض ما فاتك من الصلوات، ولو اتفق أن صدر منك ذنب أو وقعت في معصية، فعليك أن تعلم بأن علاج ذلك التوبة الصادقة التي تمحو ذلك الذنب، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "التائب من الذنب، كمن لا ذنب له" رواه ابن ماجه.
واعلم أن الله عز وجل عفو غفور يغفر الذنب، ويستر العيب، ويعفو عن الزلل، فعليك أن تحسن التوبة، وتحسن بالله الظن.
ونسأل الله يجنبنا وإياك نزغات الشيطان وإغواءه، وراجع الفتوى رقم: 3171، والفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني