الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قيادة السيارة بدون رخصة للضرورة

السؤال

ما حكم قيادة السيارة إن كان من أجل والدي إن كان يريد الطعام وما إلى ذلك؟ علما بأنه ليست عندي رخصة، وسألت مدرسا في المدرسة فأفتاني بأنه تجوز لي قيادة السيارة في هذه الحالة وأمثالها، علما بأن هذا المدرس يدرس الفقه والتوحيد والحديث حيث قدرها بالضرورة والمناطق التي أذهب إليها ليست بالبعيدة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تقدم في الفتوى رقم: 19241، أنه لا تجوز قيادة السيارة بدون رخصة إن كانت أنظمة البلد تمنع قيادة السيارة بلا رخصة، لأن قوانين الدول يجب التزامها إذا لم تتناف مع تعاليم الشرع الحنيف، ولا سيما إن كان في ذلك مصلحة عامة كما قال الدسوقي في طاعة السلطان: إن أمر بمندوب أو مباح وجبت طاعته، وإن أمر بمكروه ففي وجوب طاعته قولان، وإن أمر بمحرم فلا يطاع قولا واحدا، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، واعلم أن محل كون الإمام إذا أمر بمباح أو مندوب تجب طاعته إذا كان ما أمر به من المصالح العامة... اهـ.

وإن كانت هناك حاجة قريبة من الضرورة، وكان المكان الذي تمشي إليه ليس فيه زحام، فإن الحاجة هنا يمكن أن يترخص بها إن كنت تثق بخبرتك في قيادة السيارة ولا سيما إن كان الوالد عاجزا عن فعل ذلك بنفسه، فإن الحاجة تنزل منزلة الضرورة، كما قال السيوطي في الأشباه والنظائر: الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني