الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوساوس في الإعراض عنها

السؤال

قرأت جوابا في موقع الاستشارات للدكتور محمد حمودة قال فيها: إن الهواء بسبب خفة وزنه فإنه يرتفع إلى أعلى نقطة في أي تجويف موجود فيها؛ لذا فإنه إن كان هناك بعض الغازات موجودة في الشرج فقد تصعد إلى فتحة الشرج أثناء السجود وتخرج، وأحيانا لا يستطيع الإنسان التحكم بها، فإن كنت تشعرين بهذا الشعور بخروج فقاعات معنى ذلك أنك تحسين بها، أي أنك تشعرين أن شيئا مختلفا يحصل أثناء السجود، وهذا الشيء هو خروج غازات القولون الموجودة في الشرج.
أنا أرى أنه طالما أنك تشعرين بهذا الشيء المختلف وأنت تصفينه بأنه فقاعات هواء، وفي وضعيات معينة، والتي يمكن أن تساعد على خروج هذا القليل من الغازات، فهذه هي غازات، وهي حقيقة وليست وسوسة.
في مثل حالتك يفضل قبل الوضوء محاولة إخراج الغازات من الشرج، وذلك بالجلوس بالحمام لعدة دقائق، إن كانت هذه الحالة تتكرر عليك كثيرا.
هذه الإجابة جعلتني أتشكك في موضوع الوسوسة في الصلاة، وجلست أشك هل هذه الفقاقيع هي تلك التي كنت أحس بها ولا أعطي لها بالا لمدة سنتين التي طردت بها وساوس الشيطان لمدة سنتين بعد قراءتي لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا ينصرف حتى يجد ريحا أو يسمع صوتا)، ولكنها رجعت لي بعد قراءتي لما كتبه الدكتور، فأردت منكم إجابة وافية لكي تطرد عني وساوس الشيطان، هل هذه الفقاقيع يسمعها أو يشمها من بجانبي في صلاة الجماعة كما في حال تيقني عند خروج شيء من السبيلين؟
وسمعت أيضا الشيخ محمد العريفي يقول إن كنت لا تحس بهذا إلا وقت الصلاة والوضوء ـ كما هو حالي بالضبط ـ فلا تلتفت إليها لأنها من وسواس الشيطان، هل أطبق ما قاله وأرتاح، وإن تهيأ لي شيء مما قاله الدكتور محمد حمودة؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالقاعدة التي يتعين الاعتصام بها في هذا الباب هي أن الشك لا يلتفت إليه، وأن الوساوس يعرض عنها صاحبها ولا يعيرها اهتماما، فإذا كان خروج الريح أمرا مشكوكا فيه، ولم يصل إلى درجة اليقين الذي تستطيع أن تحلف عليه، فإنك تعمل بالأصل وهو بقاء الطهارة، وأنه لم يخرج منك شيء، ودع عنك الوساوس ولا تسترسل معها فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601، والذي يظهر أن كلام الدكتور المذكور وارد على من كان صحيحا غير مبتلى بالوسوسة، وتيقن خروج الريح، أما مع الشك فلا يلزمه شيء على ما بينا، وأما كلام الشيخ المذكور فإنه في حق الموسوس ومن ثم فلا تعارض بينهما، والحاصل أن الذي ينبغي لك هو الاستمرار في الإعراض عن هذه الوساوس وتجاهلها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني