الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تزوج سيد المرسلين من أميمة بنت شراحيل دون موافقتها

السؤال

يقول البعض إن النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج أميمة بنت شراحيل من غير موافقتها، ويستدلون على ذلك بأنها كرهت لمس النبي صلى الله عليه وسلم لها، فيقولون كيف ذلك ومن شروط الزواج رضا الزوجين؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا ذكر قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أميمة بنت النعمان بن شراحيل وبيان ما فيها، فراجعي الفتوى رقم: 130414، وفيها دلالة واضحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان ليمسك امرأة لا تريده؛ فإن المرأة لما قالت له: أعوذ بالله منك، قال: قد عذت بمعاذ، ثم خرج وقال: يا أبا أسيد؛ اكسها رازقيتين وألحقها بأهلها. ففارقها قبل أن يمسها وأكرمها وردها إلى أهلها سالمة.
ومع ذلك فقد رويت هذه القصة بما يفيد أن هذه الكلمة التي قالتها أميمة إنما كانت عن خديعة، بسبب غيرة النساء من براعة جمالها، فروى ابن سعد في الطبقات الكبرى ـ وعنه الطبري في تاريخه وفي المنتخب من الذيل، والحاكم في المستدرك، والبلاذري في أنساب الأشراف، وذكره الذهبي في السير والمقريزي في إمتاع الأسماع ـ عن عبد الواحد بن أبى عون الدوسي قال: قدم النعمان بن أبي الجون الكندي على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما فقال: يا رسول الله، ألا أزوجك أجمل أيم في العرب كانت تحت ابن عم لها فتوفي عنها فتأيمت، وقد رغبت فيك وخطبت إليك... الحديث.

وفي هذا نص على رغبة المرأة في الزواج من النبي صلى الله عليه وسلم، وفي بقية القصة بيان للخديعة التي حيكت لها، ففيها: ودخل عليها داخل من النساء فدأين لها لما بلغهن من جمالها وكانت من أجمل النساء. فقالت: إنك من الملوك فإن كنت تريدين أن تحظي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا جاءك فاستعيذي منه فإنك تحظين عنده ويرغب فيك.
وقوله: "فَدَأَيْنَ" من دَأَى الذِّئْبُ يَدْأَى دَأْواً: وهو شَبِيهُ المُخاتَلَةِ والُمراوَغَةِ، كما في كتب اللغة، والمعنى أنهن خادعنها وراوغنها. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 117043.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني