الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لون النبي صلى الله عليه وسلم وهل كان يدهن بزيت الزيتون في شعره وجسمه

السؤال

هل كان الرسول عليه الصلاة والسلام يدهن بزيت الزيتون ويدهن شعره وجسمه؟ أم شعره فقط؟ وهل كان جسم الرسول صلى الله عليه وسلم أبيض من زيت الزيتون؟ أم هو أبيض اللون؟.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبخصوص سؤالك هل كان الرسول عليه الصلاة والسلام يتدهن بزيت الزيتون: فقد تقدم الجواب عنه في الفتوى رقم: 56753.

وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدهن رأسه, ففي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة: سئل عن شيب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان إذا دهن رأسه لم ير منه شيء، وإذا لم يدهن رئي منه.

وجاء في زاد المعاد لابن القيم: روى الترمذي في كتاب الشمائل من حديث أنس بن مالك رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه، وتسريح لحيته، ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات.

وهذا الأثر ضعفه الشيخ الألباني.

وقد ثبت الترغيب في أكل الزيت والادهان به, وحمل ذلك بعض أهل العلم على دهن الشعر, فقد جاء في فيض القدير للمناوي: كلوا الزيت ـ زيت الزيتون ـ وادهنوا به ـ من ادهن رأسه على افتعل طلاه بالدهن وتولى ذلك بنفسه، قال الزين العراقي: والمراد بالادهان دهن الشعر به وقيده في رواية بدهن شعر الرأس، وعادة العرب دهن شعورهم لئلا تشعث لكن لا يحمل الأمر به على الإكثار منه ولا على التقصير فيه، بل بحيث لا تشعث رأسه فقط. انتهى.

وكونه صلي الله عليه وسلم كان يدهن بدنه بالزيت، فلم نقف على من صرح به من أهل العلم، والخبر الذي فيه: كأن ثوبه ثوب زيات ـ مع تضعيفهم له، فقد ذكروا أن الثوب المقصود هنا القناع، أو أنه يحتمل كون المقصود أعالي ثوبه لأنه وإن ألقى على رأسه القناع، فلابد أن يصل منه شيء إلى أعالي ثوبه، وراجع أشرف الوسائل إلى فهم الشّمائل، لابن حجر الهيتمي: ج ـ 1، ص: 190.

أما لونه صلى الله عليه وسلم: فكان أبيض مشربا بحمرة, جاء في أشرف الوسائل إلى فهم الشّمائل لابن حجر الهيتمي متحدثا عن صفات النبي صلي الله عليه وسلم: ولا بالأبيض الأمهق ـ أي الشديد البياض الخالي عن الحمرة والنور كالجص، بل بياضه مشرب بحمرة، كما في روايات أخر يأتي بعضها، وهذا هو المراد بما عند مسلم عن أنس: كان أزهر اللون. انتهى.

وفي وسيلة الإسلام بالنبي عليه الصلاة والسلام لابن الخطيب ابن قنفذ: أما صفته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَكَانَ لَيْسَ بالطويل وَلَا بالقصير، ضخم الرَّأْس، كثير الشّعْر، كثيف اللِّحْيَة، أَبيض اللَّوْن، مشوب بحمرة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني