الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رحمة الله تتسع لجميع التائبين

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاماً أحب الدين الإسلامي جداً من داخل قلبي وأحب الله أكثر وأكثر ولكن أحس أني فاقدة شيئاً أو يوجد حاجز مع الله وهذا ممكن لأنني قبل أعوام كنت أفعل المنكر قبل أن أهتدي وأرتدي الحجاب والسؤال هو أنني أريد أن أصلح نفسي أكثر وأعرف كيف طرق التوبة حيث أنني عاشرت أكثر من شاب ولكن لم تصل لمرحلة الدخول أي أني عذارء ولا أعرف ماذا يقال عن هذه الأحوال هل هو زنا؟ وما طرق التوبة الصيححة؟ أريد طريقة تجعل توبتي صادقة وسريعة لله تعالى.
والحمد لله وأشكركم جداً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنك في بداية الطريق الصحيح، والعودة إلى الله تعالى، إذ أن المؤمن مطلوب منه أن يكون خائفاً راجياً، يخاف عقاب الله بسبب ذنوبه، ويرجو رحمة الله ومغفرته، ومن رحمة الله تعالى أنه شرع التوبة لعباده، فقال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]. وقد جعل من أسمائه: التواب، الغفور، الرحيم، غافر الذنب، قابل التوبة. ليحسن المرء الظن به، وهو عند ظن عبده به، فأحسني الظن بربك. واعلمي أن ما ألممت به من هذه الذنوب لا يكبر على عفو الله تعالى ومغفرته وسعة رحمته إذا تاب العبد توبة نصوحاً، فثقي بالله، ولا تيأسي من رحمته، وأحسني العمل في ما يستقبل، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وفي ذلك ذكرى للذاكرين، ولمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5450، 5646، 8065، 16907. وأما سؤالك عن تلك الممارسات هل هي زنا؟ فنقول: إن كان المقصود الزنا الذي يترتب عليه الحد، فهي ليست زنا بهذا الاعتبار، وإنما أطلق عليها في الحديث أنها زنا لكونها من الذرائع، ونعني بالحديث ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرِّجل زناها الخُطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. وأما التوبة الصادقة، فهي التي تتوافر فيها شروط التوبة، وهي الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليه، وإن من أعظم ما يعينك هو البعد عن تلك البيئة السيئة وأصدقاء السوء، والحرص على مصاحبة الأخيار. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني