الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الزيادة على الحقوق مقابل التأخير

السؤال

لي مال عند إحدى الشركات احتجزوه ولم يعطعوه لي لمدة عشر أشهر وبعد المحاكمة حكمت المحكمة لي بهذا المال مع بعض الزيادة بسبب التأخير واحتجاز المال طول المدة المذكورة، علما بأنني في اليونان هل يجوز لي شرعا أن آخذ الزيادة أفيدونا؟ وجزاكم الله كل خير. نرجو السرعة بسبب هذا الظرف.
والسلام عليكم ورحمة الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الأصل أن أموال الناس محترمة، ولا يجوز أخذها إلا عن طيب نفس من أهلها أو بوجه شرعي، وسواء المسلمون والكفار غير المحاربين في هذا الشأن. لذا فإن ما حكمت لك به المحكمة على الشركة من الزيادة على حقوقك مقابل التأخير وتعطيل حقك في ذمتها لا يجوز لك أخذه، لأن حكم الحاكم الشرعي لا يبيح ما حرم الله تعالى، فما بالك بغيره، ثم إن الشارع وصف المماطل بالظلم وأخبر أن مطله يبيح عرضه وعقوبته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري وغيره: ليُّ الواجد يحل عقوبته وعرضه. ، فلم يرتب الشارع على المطل عقوبة مالية نتيجة لمطله رغم أنه وصفه بالظلم وأباح عرضه وعقوبته، وهذه العقوبة هي الحبس لا غير، والعِرْض بأن يقول له صاحب الحق: مطلتني، فدل هذا على أن تغريمه شيئاً زائد على الحق اللازم عليه غير مشروع. لذا فعليك أخي أن تتخلص مما زاد على حقك، وتبرئ منه ذمتك برده إلى أهله، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني