الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهدي النبوي عند رؤية الأحلام المفزعة

السؤال

بارك الله لكم على هذا العمل، وجعله في ميزان حسناتكم: أنا شاب عندي 20 سنة ـ والحمد لله ـ ملتزم بفضل الله، وقد بدأت في قيام الليل، وفي الليلة الثانية نمت بعد ما صليت، وهذه أول مرة يأتيني حلم يزعجني، ويجعلني أخاف عند الاستيقاظ للفجر، وكأنه ـ والعياذ بالله ـ كابوس، وبفضل الله أفراد البيت يصلون جميعا في المسجد، ولأول مرة سألت أخي أن ينتظرني... فما ذلك؟ أسألكم الدعاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يكفيك شر كل ذي شر هو آخذ بناصيته، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأما ما ذكرت من أمر هذا الحُلُم، فلا بأس عليك منه، وإنما هو تخويف وتحزين من الشيطان، يريد بذلك ضرك وصدك عما عزمت عليه من الخير، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرؤيا ثلاث، منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة. رواه ابن ماجه، وصححه البوصيري والألباني.

وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: الرؤيا ثلاثة، فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس. رواه مسلم. وفي رواية للبخاري: وتخويف الشيطان.

فبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا النوع من الرؤى المذكور في السؤال، إنما هو من الشيطان تهويلا وتحزينا وتخويفا لبني آدم، وقد وصف الله كيد الشيطان، فقال: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا {النساء: 76}.

فلا يهولنك ذلك، وعليك بالعمل بالهدي النبوي في مثل هذه الحال، فعن أبي سلمة قال: إن كنت لأرى الرؤيا تمرضني فلقيت أبا قتادة فقال: وأنا كنت لأرى الرؤيا فتمرضني، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثا، وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره. رواه البخاري ومسلم.

وراجع في وسائل دفع الرؤيا المفزعة الفتوى رقم: 11014.

ونوصي الأخ السائل بحفظ أذكار النوم والمحافظة عليها بتدبر ويقين، فإن فيها الخير والبركة والعافية، ويمكنك الاطلاع عليها في الفتوى رقم: 4514.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني