الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تتوقف التوبة وقبولها على إقامة الحد الشرعي

السؤال

إذا أخطأ مسلم وشرب خمرًا، وأراد أن يتوب، وكانت عقوبة شارب الخمر التي شرعها الله لا تقام، فما هو الحل كي يقبل الله التوبة دون القيام بالعقوبة التي نص الله عليها؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن شرب الخمر من أكبر الكبائر، ولهذا جعل الإسلام عقوبته عظيمة في الدنيا والآخرة لمن لم يتب منها.

ولتفصيل ذلك نحيلك إلى الفتوى: 10723ولا تتوقف التوبة وقبولها على إقامة الحد الشرعي على من ارتكب معصية من العاصي التي يجب فيها الحد.

فينبغي لمن أصاب شيئًا من ذلك أن يستتر بستر الله تعالى، وأن يبادر بالتوبة النصوح، ولو كان في بلد تطبق فيه الحدود، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله جل وعلا. رواه الحاكم، والبيهقي.

وإذا تاب العبد إلى الله -عزَّ وجلَّ-، فإن الله تعالى يقبل توبته، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].

فباب التوبة مفتوح لمن أراد الرجوع إلى الله تعالى بصدق وإخلاص، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم.

نسأل الله تعالى أن يتقبل توبة التائبين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني