الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس كل نجاسة تغير لون الماء

السؤال

هذا السؤال يمكن أن يكون غريبا، لكنه سبب لي مشاكل حقيقة.
هل توجد نجاسة شبه الماء؟ بمعنى لو شككت أن يدي تنجست، ونظرت إلى يدي، فوجدت لون الماء الشفاف فقط.
هل يمكن أن تكون هذه نجاسة، أو يمكن أن تكون هناك نجاسة خالطت الماء، والماء حافظ على لونه؟
هل أعتبر يدي نجسة، أم أعتبرها طاهرة؟
النقطة الثانية: لو كانت على يدي نجاسة، وغسلتها مرة، ونظرت ليدي، ولم أستطع التمييز بين لون النجاسة، ولون الماء، أو لم أستطع التمييز بين النجاسة لقلتها وسط كم المياه التي على يدي.
فهل أعتبر أن يدي طهرت؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فواضح من أسئلتك أنك تعاني وسواسا شديدا، ومن ثم فنحن ننصحك بمجاهدة الوساوس، والإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها.

وأما عن نجاسة لا لون لها، أو هي كالماء، فنعم، قد يوجد هذا، فقد يتنجس الماء بولوغ الكلب فيه، أو بغير ذلك من النجاسات التي لا يظهر أثرها في الماء، ولكن الأصل الذي نوصيك بالتمسك به، والحفاظ عليه، هو أن تبني على الأصل في جميع الأشياء وهو الطهارة، فكل شيء شككت في نجاسته، فاعمل فيه بالأصل وهو أنه طاهر، ولا تلتفت إلى هذه الشكوك، حتى يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه بالنجاسة، ثم إذا حصل لك هذا اليقين الجازم بتنجس يدك، أو غيرها، فطريق تطهير هذه النجاسة سهل ميسور، وذلك أن النجاسة الحكمية تطهر بمجرد صب الماء عليها، ومكاثرتها بالماء، فإذا غمرت تلك النجاسة بالماء، فقد حكم بزوالها، وطهر هذا الموضع المتنجس، ونكرر نصحنا لك بالإعراض عن الوساوس وتجاهلها، وانظر الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني