الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوسوسة الناجع هو الإعراض عنها والكف عن التشاغلِ بها وقطع الاسترسالِ معها

السؤال

يا شيخ: والله إني مصاب بوساوس تتعلق بالشتم، والعقيدة. فكلما تفوهت بكلمة بذيئة، أُوسوس بأنها موجهة لله، أو لرسوله -عياذاً بالله- كنت أذكر قصة سيدنا عمر -رضي الله عنه- عندما أراد تعيين ولاة، فقال للصحابة: نحسب ما عندكم من مال، وعند انتهاء حكمكم، نبقي معكم الذي كنتم تملكونه قبل توليكم، فقلت وأنا أَرويها: (كي لا يفكروا) أي لا يفكروا بأن يستغلوا الحكم لجمع المال، فأصبت بحرج وضيق صدر، وألم؛ لأني لا أقصد أن أسيء للصحابة -حاشا وكلا- إنما القصد الاستفادة من أخلاق سيدنا عمر -رضي الله عنه- فهل في كلامي بهذه الرواية شيء؟
لا أعلم والله، أسأل الله الفرج، هذا جزء بسيط مما يصيبني، هذا عدا الأحلام التي تراودني في شتم الله سبحانه وتعالى، والصحابة، والأنبياء، والقرآن، وأمهات المؤمنين، ووالله يا شيخ تكون شتائم بأبشع الكلمات، وأشنع العبارات التي لا يتصورها عقل.
يا شيخ أحياناً أشاهد (الأفلام الإباحية) -عياذاً بالله من هذا الفعل- فأنا مسافر، وزوجتي في البلد، عندما أقع بهذا الذنب أهم بالاستغفار، فأشعر كأن شيئا يقول لي: أَبَعْد كل هذا! وإذا سمعت أحداً يقول منكراً وقد يكون كفرياً، أهم أن أنكره بقلبي، فأشعر بنفس الشعور، وكأن أحدا يقول لي: أبعد كل ما فعلته من مشاهدة الأفلام الإباحية! والله أحياناً أقف خجلاً من الله بعد كل هذه الذنوب، أن أستغفر.
فما إرشادكم لي؟
وأيضاً دائماً ما أرى صورا تسيء للإسلام والمسلمين، والكعبة المشرفة، أو كلمات سب وشتم، خصوصاً على الفيس بوك، فأُصاب بضيق نفس، وحرج شديد لمشاهدتي هذه الأمور، أو قراءتها، فأهم بالتبرؤ إلى الله منها، ولكن أشعر أني آثم؛ لأني شاهدت هذه الأمور، وأني مشارك لصاحبها -عياذاً بالله- وأخاف، وأصاب بضيق صدر شديد.
وما حكم قول: نتقامر، والقصد بها أي نسهر سويا، وليس اللعب بالقمار؟ هل تلزم الصدقة؟ وإن كانت تلزم فكيف نتصدق إن كنا لا نعلم عدد المرات التي قلناها فيها قبل معرفة الحكم؟
وما حكم قراءة ألفاظ الكفر عند تصفح الفتاوى على موقعكم، أو المواقع الأخرى، طبعاً مع إنكارها جملةً وتفصيلاً؟
أخيراً ما حكم حفظ الشعر، والمعلقات، خصوصاً معلقة امرئ القيس، وتداولها ونشرها على الفيس بوك؟ أريد جوابا واضحا.
رجاءً، أفتونا مأجورين إن شاء الله.
أرجوكم، أرجوكم لا تحيلوني على فتوى أخرى؛ فأنا بحاجة إلى إجابتكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن الجلي أن أسئلتك هذه نابعة من الوسوسة، وأنها قد بلغت منك مبلغا عظيما، فنسأل الله أن يعافيك منها، والعلاج الذي ينبغي لك الأخذ به هو: الإعراض عن الوساوس جملة، والكف عن التشاغلِ بها، وقطع الاسترسالِ معها، وعدم السؤال عنها، والضراعة إلى الله أن يعافيك منها، ومن الحسن كذلك مراجعة الأطباء النفسيين، لعلاج ما ألمّ بك من داء الوسوسة.
وأما محاولة علاج الوسوسة بتتبع الفتاوى، وتلمس المخارج الفقهية، فليس ذلك علاجا للوسوسة، ولا مخرجا من ورطاتها، بل إن الإجابة على أسئلة الموسوس، والتفصيل فيها، ستفتح عليه أبوابا كانت مرتجة، فتزيده وسوسة وحيرة!.

وراجع نصائح لعلاج الوسوسة، في الفتوى رقم: 259459، وإحالاتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني