الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس في تكنية العرب المرأة بالنعجة منافاة لتكريم المرأة

السؤال

أليس من الخطأ في التراث الإسلامي أن يقول القرطبي في التفسير، في آية النعجة في سورة ص، عن المرأة، وقد كرّمها الإسلام: والكل مركوب، فما هذه الركاكة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد تكلمنا في الفتوى رقم: 306076 على معنى الآية، وذكرنا أقوال أهل العلم فيها، وأن الراجح حمل النعجة على الشاة المعروفة.

وأما كلام القرطبي فلا ينافي تكريم الله للمرأة؛ لأنه شاع عند العرب تشبيه النساء بالمها، والظباء، والآرام، مرادًا به المبالغة في ذكر جمالهن، كما قال زهير:

فأمّا ما فويق العقد منها ... فمن أدماء مرتعها الكلاء
وأمّا المقلتان فمن مهاة ... وللدرّ الملاحة والصفاء.

وقال البحتري:

بيضاءُ يُعْطيك القضيبُ قوامَهَا ... ويُريك عينيها الغزالُ الأحوَرُ
تمشي فَتَحْكُمُ في القلوبِ بِدَلّها ... وتميسُ في ظلِّ الشبابِ وتخطُرُ.

وأما الركوب في هذا السياق، فليس المراد به امتهان المرأة، وإنما يراد به الاستمتاع الذي تقضي به المرأة حاجتها، ومثله ما جاء في التعبير عن كل من الجنسين بأنه لباس للآخر، في قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ... {البقرة:187}، وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ... الأعراف:189}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني