الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

عمري 12سنة، بلغت وهداني الله للالتزام بشرعه، وأصبت بوسواس في الطهارة، وبفضل الله شفيت منه، ثم أصبت بوسواس الغلو في الدين، وشققت على نفسي، وفعلت ما لم يأمر الله به جهلًا مني، والحمد لله تداركت نفسي، وعلمني الله ما هو الغلو، وتركت الغلو الذي كنت أظنه صوابًا، وشفيت من ما أصابني من وسواس.
وما أصابني من وسواس وغلو في الدين، أثر على إيماني، وبعد شفائي بمدة، واجهت مشكلة بعدما عرفت وجوب إنكار المنكر، ولم أفعل ذلك في كثير من الأحيان عندما يفعل من هو أكبر مني منكرًا؛ لأن ذلك قد يجعله يتضايق، فكيف لصغير أن ينكر عليه؟ ولكنني تبت إلى الله، وبعد توبتي أحيانًا بعد إنكاري للمنكر أشعر كأنني أخطأت، ولا أشعر بالسعادة التي تتبع طاعة الله، فهل فعلي خطأ أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم ـ بارك الله فيك ـ أن علاج الوساوس هو تجاهلها، والإعراض عنها، سواء كانت في الطهارة أم الصلاة أم العقيدة أم غير ذلك، وانظر الفتوى رقم: 51601.

وإنكار المنكر واجب، بشرط أن تكون متحققًا من كونه منكرًا، وإن كان من يرتكب المنكر أكبر منك، فإنك تنكر عليه بطريقة تناسب مقامكما، لا تسيء فيها الأدب، وهذا مدعاة للفرح، والفخر بالقيام بأمر من أوامر الله، وتنفيذ شعيرة من شعائر الدين، لا أن تتضايق وتحزن، فدع عنك هذا الشعور الذي يعتريك عند إنكارك على من هو أكبر منك، وإذا نهيت عن منكر تتحقق كونه منكرًا بالأسلوب اللائق، فافرح بكونك أطعت الله تعالى، فهذا من فضل الله تعالى عليك، واجتهد في طلب العلم؛ حتى لا تنكر ما ليس بمنكر، أو تنكر بطريقة غير لائقة، فإن العاصم من الوقوع في الخطأ في هذا الباب، هو طلب العلم الشرعي من مظانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني