الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حقائق القرآن بين الحضارات البائدة والمعاصرة

السؤال

السلام عليكم,
أنا تقذف في قلبي شبه كثيرة, لا أدري أمن الشيطان أم من نفسي ,و لكني أكره ذلك كثيرا وأخاف أن أضعف بسببها، فقد ضعف قلبي وحزنت كثيرا, فهل أحاسب بسبب هذه الشبه,
ومن الشبه التي أرجو التفصيل فيها:
من يقول إن الحضارات السابقة مثل الفراعنة وغيرهم كان عندهم ارتقاء علمي بحيث أنهم من مكنهم أن يتوصلوا إلى ما ذكر في القرآن من العلوم الكونية؟؟ أرجو تفصيل القول في ذلك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن مجرد ورود هذه الخواطر على القلب لا يؤاخذ به، ما لم يترتب عليها أمر محذور شرعًا من اعتقاد أو قول أو عمل. بل إن مدافعة القلب لهذه الخواطر علامة خير فيه. ولتراجع في هذا الفتويان: 12300، 12400. وأما ما ذكر من أمر الحضارات السابقة للقرآن، فإن كان المقصود التوصل إلى حقائق علمية، بناء على دراسات قائمة على أسس صحيحة، ومن خلال ما بث الله عز وجل في هذا الكون من السنن، فلا شيء في ذلك. وإن كان المقصود التوصل إلى هذه الحقائق العلمية بمجرد التخرص والتخمين، فهذا باطل، وهو وإن صادف وقوع ما تخرص به، فليس بدليل على قدرة علمية أو قوة عقلية. وأما وجه إعجاز القرآن ففي كونه يخبر عن بعض الحقائق العلمية الغيبية، فتقع وفقًا لما جاء به خبره، وذلك أن هذا القرآن وحيٌّ منزل من الله عز وجل العليم الخبير، الذي خلق هذا الكون، وهو المطلع على كل شيء فيه، ما كان وما يكون، وما لم يكن، كيف سيكون. وهذا هو مقتضى كونه العليم الخبير. وأما الإنسان فهو ضعيف جهول، بل كلما اكتشف الإنسان شيئًا من حقائق الكون، دلَّ ذلك على جهله وضعفه، ويكفي أن نعلم أن الحضارات المعاصرة، والتي توصلت إلى كثير من الاكتشافات، مازالت تجهل كثيرًا من الحقائق التي تتعلق ببدن الإنسان نفسه، فضلاً عمَّا في غيره، بل يحدث لهم من النوازل والنوائب ما يحير عقولهم، ويذهب بألبابهم. ليثبت الله عز وجل لنا بذلك ضعفهم وجهلهم وعجزهم. ونرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 28667، 12479، 25400. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني