الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم الخاطب إخبار مخطوبته بمرض قصور الغدة الدرقية؟

السؤال

أولًا: تم تشخيصي بأن عندي قصورًا في الغدة الدرقية (مرض هاشيموتا)، وهو مرض ليس خطيرًا -والحمد لله-.
ثانيًا: بما أن عندي (هاشيموتو) فبعض الأطباء يقولون: إن هناك احتمالًا للإصابة بالسكري، وأنا في حالتي ليس عندي سكري، فهل أخبر من أتقدم لخطبتها بحالتي وما حكم السماع للأطباء وتصديقهم في حالة الإخبار باحتمال المرض؟ بارك الله فيكم، وشكر لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان حال هذا المرض ما ذكرت، فلا يلزمك إخبار من تريد خطبتها به، ولو احتمل أن يكون سببًا لإصابتك بالسكري، والعيوب التي يجب بيانها هي العيوب المنفرة، أو المعدية التي يثبت بها خيار فسخ النكاح، وهي مفصلة في الفتوى رقم: 6559.

والأطباء الثقات ذوو الخبرة كلامهم معتبر، ولكن ينبغي أن تكون على حذر من أن يكون ذلك سببًا لشيء من الوساوس، فهي مرض في ذاتها، قد تترتب عليها كثير من العواقب السيئة، فيكون المسلم على حذر، مع توكله على الله، واستعانته به، واعتقاد أنه النافع الضار، قال تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {الأنعام:17}، وروى الترمذي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني