الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تبرأ ذمة العامي بتقليد العالم الثقة

السؤال

أحد الأشخاص سألني: ماذا يفعل في الحالة التالية: عند اجتنابه الأمور الخلافية التي أفتيتم فيها بالتحريم، يأتيه الشك بأنه ربما غيرتم رأيكم أو رجعتم (أو تغيرون رأيكم في المستقبل) عن التحريم؛ لأنه ربما رأيتم أن الحق خلاف ذلك (الأمور الخلافية مثل تغطية الوجه والكفين، العادة السرية وغير ذلك) من ثم يكون اجتنابه للأمور الخلافية في غير محله، ويأتيه التفكير أنه يكلف نفسه بالمشقة دون فائدة.
وأيضا يريد أن يسأل هل آية: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}. يمكن أن تكون في أمور خلافية، مع أنه ربما ليس مكلفا بتلك الأمور؛ لأنه من الممكن أن الفتوى خطأ، مع العلم أن الشخص موسوس؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعامي يقلد من يثق بعلمه وورعه من العلماء، وإذا سأل عالما يثق به، عمل بفتواه، بغض النظر عن إمكانية رجوعه عن قوله ذاك من عدمه، فإنه متعبد الآن بما يفتيه به هذا العالم الثقة، وهذا هو ما كلف الله به عباده، وهو داخل في وسعهم بلا شك. فإنهم لم يكلفوا ما لا يطيقون من النظر والاستدلال مع عجزهم عنه، وإنه كفى من كان عاميا أن يقلد العالم الثقة، ويعمل بفتواه تحليلا أو تحريما، وتبرأ ذمته بذلك أمام الله تعالى؛ لأنه فعل ما يلزمه، كما قال جل اسمه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل:43}،{الأنبياء:7}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني