الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى مؤاخذة الشرع للمريض المصاب بالوساوس

السؤال

ما حكم من جاءه تفكير بترك الإسلام والتشكيك فيه أثناء حالة مرضية شديدة من الاكتئاب النفسي والعلاجوبعد العلاج رجع لطبيعته

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالوساوس إذا لم يتكلم بها الشخص لا يؤاخذ بها، سواء كان في حالة إدراك أو عدمه، لحديث: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به. متفق عليه، واللفظ لمسلم.وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذلك صريح الإيمان. والمقصود بقوله "صريح الإيمان" يعني: كراهة ذلك وبغضه> وعلى من ابتلي بهذه الوساوس أن يعرض عنها ولا يسترسل معها، وإذا غلب شيء منها مع كراهته لها فلا إثم عليه، فإن كان هذا في حق الصحيح العاقل، فلا شك أنه في حق المريض الفاقد لعقله أولى وأحق. هذا كله على تقدير أنه لا يتكلم بما تحدثه به نفسه، فإذا كان يتكلم بذلك، فليس مؤاخذا به أيضا إذا كان في حالة مرضية لا يعي معها ما يقول، لما أخرج النسائي وأبو داود وابن ماجه والدارمي وأحمد من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني