الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج السحر بالمحافظة على الصلاة والحشمة والطاعة

السؤال

أردت السؤال في ما يتعلق بالسحر. أنا فتاة مسحورة بسحر مشروب، كنت فتاة متكاسلة عن الصلاة، ولكني والحمد لله وصلت لمرحلة المحافظة عليها، وأصبحت أصلي السنن والنوافل، هذا كان قبل أن أسحر، بعد أن سُحرت لاحظت أني أصبحت أتكاسل كسلا شديدا عن الصلاة، وأصبحت أفرط فيها، ولكن الشيء الوحيد المختلف هذه المرة أني أصبحت لا أخاف من تضييعها، ولا أشعر بشيء عند تضييعها،
مع الأخذ بعين الاعتبار أني حاولت كثيرا التوبة والصلاة، ولكن سرعان ما أتركها.
أصبحت الصلاه ثقيلة عليَّ، وأصبح القرآن بعيدا عني، وبصراحة لا يعجبني وضعي، وأتمنى أن ألتزم بها، ولكني حقا أشعر بأن هناك ما يمنعني عنها.
سؤالي هنا: هل هذه عوامل السحر؟ أم لا شأن له بتركي للصلاة؟ هل من الطبيعي أو لنقل هل من المألوف أن تصبح الصلاه ثقلا على المسحور؟ هل الموضوع مجرد انتكاسة طبيعية؟ أم هناك عوامل خارجية ساعدت في هذا ؟
إضافة لذلك يخالجني شعور في بعض الأحيان بكره الحجاب، أو الرغبة في تركه، أو ترك العباءة.... إلخ.. هذه الأفكار لم تكن تخطر لي قبل أن أسحر.
هل من المألوف للمسحور أن يكره الحجاب ؟ أم لا علاقه له ؟
أتمنى الرد بسرعة، جزاكم الله خيرا، ولا تنسوا الدعاء لي بالشفاء العاجل والهداية لعلكم أقرب إلى الله مني.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم اعلمي أن كثيرا ممن يظنون أنهم مسحورون يكون ذلك مجرد وهم عندهم ولا حقيقة له، فلا ينبغي الجزم بأن بك سحرا إلا إذا وجدت قرائن قوية تدل على هذا الأمر، هذا أولا.

وثانيا: فعلى تقدير كونك مسحورة -كما ذكرت- فإن علاج السحر هو الإقبال على الله، والاستعانة به، واللجأ إليه، والتوكل عليه، والاجتهاد في دعائه، واستعمال الرقى النافعة من الكتاب والسنة، فإذا صدقت في استعمال تلك الرقى ولجأت إلى الله تعالى بإخلاص فإنه تعالى سيشفيك، ويزيل عنك الضر.

وثالثا: ليس لك عذر في ترك الصلاة، والإعراض عنها، وتأخيرها حتى يخرج وقتها، وما لم تكوني مكرهة على ذلك فإنك آثمة بتعمد ترك الصلاة إثما عظيما هو أعظم من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، وانظري الفتوى رقم: 130853، فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى، وأن تحافظي على الصلاة في وقتها.

واعلمي أن حفاظك على الصلاة من أعظم أسباب شفائك على تقدير صحة ما ذكرت، ويعينك على الحفاظ على الصلاة استحضار خطورة تركها، وأن تاركها متعرض لسخط الله وعقوبته في الدنيا والآخرة، ويعينك على ذلك أيضا إدمان الفكرة في الموت وما بعده من أمور الآخرة، والاجتهاد في دعاء الله تعالى أن يثبتك على دينه، وصحبة الصالحين وأهل الخير، فهذه بعض الوسائل التي تعينك على الحفاظ على الصلاة.

وأما الأفكار التي تعرض لك فلا تأثمين بها؛ لأن الله تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها، لكن احذري أن تتمادي مع تلك الأفكار فتتحول إلى عمل ومعصية لله تعالى.

وختاما نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني