الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مكان قبور الحسين ونفيسة بنت الحسن وزينب بنت علي

السؤال

أين قبر السيدة نفيسة، والسيدة زينب، والحسين -رضي الله عنهم- بالضبط؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما الحسين السبط -رضي الله عنه- فإنه دفن حيث استشهد بكربلاء، واختلف في موضع الرأس. فقيل نقلت إلى المدينة، وقيل دفنت مع الجسد، وقيل غير ذلك.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ومن هذا الباب نقل الناقل: أن هذا القبر الذي بالقاهرة: " مشهد الحسين " -رضي الله عنه- بل وكذلك مشاهد غير هذا مضافة إلى قبر الحسين -رضي الله عنه- فإنه معلوم باتفاق الناس: أن هذا المشهد بني عام بضع وأربعين وخمسمائة، وأنه نقل من مشهد بعسقلان، وأن ذلك المشهد بعسقلان كان قد أحدث بعد التسعين والأربعمائة. فأصل هذا المشهد القاهري: هو ذلك المشهد العسقلاني. وذلك العسقلاني محدث بعد مقتل الحسين بأكثر من أربعمائة وثلاثين سنة، وهذا القاهري محدث بعد مقتله بقريب من خمسمائة سنة.... إلخ.

وقال مرجحا كون الرأس دفن بالمدينة: ثم من المعلوم: أن دفنه قريبا عند أمه وأخيه بالبقيع أفضل له. الوجه الخامس: أن دفنه بالبقيع: هو الذي تشهد له عادة القوم. فإنهم كانوا في الفتن إذا قتلوا الرجل - لم يكن منهم - سلموا رأسه وبدنه إلى أهله، كما فعل الحجاج بابن الزبير لما قتله وصلبه، ثم سلمه إلى أمه. انتهى.

وأما السيدة نفيسة بنت الحسن فقبرها بمصر، قال الذهبي في ترجمتها: وَتَحَوَّلَتْ هِيَ مِنَ المَدِيْنَةِ إِلَى مِصْرَ مَعَ زَوْجِهَا الشَّرِيْفِ إِسْحَاقَ بنِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ - فِيْمَا قِيْلَ - ثُمَّ تُوُفِّيَتْ بِمِصْرَ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَمَائَتَيْنِ. وَلَمْ يَبْلُغْنَا كَبِيْرُ شَيْءٍ مِنْ أَخْبَارِهَا. وَلِجَهَلَةِ المِصْرِيِّيْنَ فِيْهَا اعْتِقَادٌ يَتَجَاوَزُ الوَصْفَ، وَلاَ يَجُوْزُ مِمَّا فِيْهِ مِنَ الشِّرْكِ، وَيَسْجُدُوْنَ لَهَا، وَيَلْتَمِسُوْنَ مِنْهَا المَغْفِرَةَ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ دَسَائِسِ دُعَاةِ العُبَيْدِيَّة. انتهى.

وأما زينب بنت علي أخت الحسين رضي الله عنها، فالمشهد المتعلق بها بمصر ليست هي مدفونة فيه، ولا يعلم أنها أتت مصر أصلا، وقد رجعت إلى المدينة بعد مقتل الحسين -رضي الله عنه- ولم تذهب إلى مصر، والظاهر أنها دفنت مع أهلها بالمدينة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني