الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من يشتري بضائع عبر الإنترنت من الصين ويخزنها في أوربا ويبيعها في موقع أوربي

السؤال

هل يجوز أن أشتري بضائع من الصين عبر الإنترنت، وأضعها في مستودعات في أوروبا تابعة لموقع على الإنترنت، ثم أبيعها في موقع أوروبي أيضا عبر الإنترنت دون أن تمر من عندي البضائع؟ علما إذا لم تعجب المشتري بضاعتي يقدر أن يرجعها ويستلم أمواله كاملة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا اشتريت البضاعة وحزتها في مستودعات بأوروبا أو غيرها، فلا حرج عليك في بيعها مباشرة، أو من خلال الانترنت لأيَّ مُشْتَرٍ من العالم، شريطة أن تكون البضاعة مباحة، وألا يشتمل البيع على غش وخداع للمشتري، كأن تشعره بأن البضاعة مصنعة في أوربا لتقوى رغبته فيها، وهي مصنعة في الصين.

وأما كون المشتري له خيار الرؤية إذا رأى البضاعة ولم تعجبه البضاعة ردها، فهذا لا بأس به. وانظر الفتوى: 278242.

وأما قولك (دون أن تمر من عندي البضائع) فالجواب عنه: أنه لا يلزم أن تكون المستودعات التي تنقل إليها السلع من البائع بالبلد الذي أنت فيه، فهذا لا اعتبار له، ولا يشترط؛ لأن قبض الأشياء يختلف بحسب حالها، واختلاف الأعراف فيما يكون قبضا لها، فمنه ما يكون حسيا باليد مثلا، ومنه ما يكون حكميا، وفق ما بيناه في الفتوى: 153539.

فيكفي ما يعتبر حوزا لتلك السلع قبل بيعها، وقد ذكرت أنك تشتري البضائع وتنقلها الى مستودعات لك الحق في التخزين فيها، وهذا كاف في قبضها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني