الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مستند من حرّم الاحتفال بأعياد الميلاد ونحوها

السؤال

لا شك أن الاحتفال بعيد الميلاد، وعيد الزواج، من الأمور البدعية التي لا أصل لها، لكنني أتساءل مع انتشار هذه الظاهرة السيئة (الاحتفال، أو التهنئة) هل هي عادة أم عبادة؟ وسؤالي بسبب نقاشي مع أحد الأصدقاء، الذي يقرّ بعدم مشروعية هذه الأعياد، لكنه يقول: (هل نحتفل نحن بهذه الأعياد تقربًا وتعبدًا لله أم هي عادة!)، وبخصوص التشبه، فهو يقر بذلك، وبحرمة التشبه، لكنه يتمسك بأن الأمر ليس بهذه القوّة؛ كونه لا يتعلق بعباداتنا، أو تقليد عبادات النصارى، كأعياد الميلاد، وغيرها. جزاكم الله خير الجزاء، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمستند من منع الاحتفال بمثل هذه الأعياد، ليس لأنها عبادة يتقرب بها المحتفل إلى الله تعالى! وإنما أصل ذلك هو المنع من اتخاذ أعياد غير ورادة في الشرع أصلًا، حتى ولو كانت على سبيل العادة، لا العبادة، فقد كان لأهل المدينة عادة في اتخاذ يومين يلعبون فيهما، ولم يقرّهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أنهم لم يتخذوا ذلك دينًا يتقربون فيه إلى الله، وإنما هي مجرد عادة تعودوا عليها قبل مجيء الإسلام، قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -: تخصيص الأيام أو الشهور أو السنوات بِعِيد، مرجعه إلى الشرع، وليس إلى العادة؛ ولهذا لما قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان اليومان؟»، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر». ولو أن الأعياد في الإسلام كانت تابعة للعادات؛ لأحدث الناس لكل حدث عيدًا، ولم يكن للأعياد الشرعية كبير فائدة. اهـ.

وراجع لمزيد الفائدة عن ذلك الفتوى: 130821.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني