الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصافحة الملحد والتبسم في وجهه

السؤال

كنت قبل أسبوع أناقش ملحدا في بريطانيا، وكان الملحد ينكر وجود الله عز وجل -والعياذ بالله- وكان يبغض الدين. بعد انتهاء النقاش، قمت بمصافحته والابتسامة في وجهه، وقلت له: سعدت بلقائك.
بعدها بساعات قليلة، أدركت فظاعة ما فعلت. أي كيف لي أن أصافح وأبتسم في وجه شخص ينكر وجود الله عز وجل، ويبغض دينه!؟ أشعر أن الأرض ضاقت علي بما رحبت. وأشعر أني خنت ديني وعقيدتي.
أفتوني -جزاكم الله خيرا- في أمري، وكيفية التعامل مع هؤلاء الملاحدة، قبحهم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة مصافحة الكفار، وقد نص عليه الحنفية والحنابلة في حق الذمي، وراجع في ذلك الفتويين: 36289، 220054.

هذا وهو كتابي يعتقد في الله تعالى، والملائكة، والرسل، واليوم الآخر، فما بالك بالمحلد الذي ينكر وجود الله تعالى؟! فهو أولى بالكراهة بلا ريب. وقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن ابن نمير عن عبد الملك، عن عطاء، قال: سألته عن مصافحة المجوسي، فكره ذلك. اهـ.

ومعلوم أن الكراهة تزول مع الحاجة والمصلحة المعتبرة، فإن كان في المصافحة والتبسم مصلحة معتبرة، كرجاء إسلامه وهدايته، وإزالة إشكاله وشبهته، ففعل ذلك أفضل من عدمه، وليحتسبه صاحبه، وانظر للفائدة الفتوى: 101603.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني