الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

راتب الوظيفة التي حصل عليها بالرشوة وحرمان من هو أكفأ

السؤال

مدير الموارد البشرية لشركه أخرى، عرض علي أن أرسل ال cv، وسوف يقوم برفض جميع السير الذاتية القوية، ويبقي سيرتي الذاتية مع بعض السير الأخرى الضعيفة. فحين نُدعى إلى المقابلة مع المدير، أكون أنا أقوى سيرة ذاتية؛ فيتم تعييني، وذلك مقابل إعطاء نصف راتبي لمدير الموارد البشرية.
مع العلم أن الخبرات التي وضعتها في السيرة الذاتية ليست خبراتي، ولكني مظلوم في عملي الحالي، منذ خمس سنوات لم أحصل على ترقية. ولو كان هناك سلم وظيفي في عملي الحالي، لكنت حصلت على الوظيفة والخبرة التي أضفتها بالسيرة الذاتية.
هل يعتبر هذا حراما؟ وهل لو وُظفت سيكون راتبي مالا حراما؟ لأني حصلت عليه مقابل رشوة، ولأنه تم رفض من هم أكفأ مني؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أجاب السائل على نفسه بما ختم به سؤاله!! فيكفي للحكم بحرمة ما حصل: دفع الرشوة المحرمة، وتضييع الأمانة، والتسبب في رفض من هو أكفأ من السائل.

ومن العجيب أن يشكو السائل من الظلم الواقع عليه في عمله الحالي، ثم يسعى في ظلم غيره بطريقة فجَّة محرمة، وقد كان الأوفق أن ينفر من الظلم من ذاق مرارته.

ولسنا بحاجة للجواب على سؤاله الثاني: (وهل لو وُظفت سيكون راتبي مالا حراما؟) وإنما الحاجة هي للتذكير بنكارة هذا الفعل، والنهي عنه والتحذير منه. ثم التذكير بقول الله تعالى: فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {العنكبوت:17}، وبقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: أيها الناس اتقوا الله، وأجملوا في الطلب، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني