الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح للمبتلى بوساوس الخوف من موت الأقارب

السؤال

هذه هي المرة الخامسة التي أطرح فيها مشكلتي عليكم، وهي نفسها ولم أجد لها حلًّا.
مشكلتي مع الوسواس بدأت قبل 14 سنة، وبدايته كان خوفًا من الموت يأتيني عند النوم، وبعدها أصبح الخوف من الموت يأتيني في كل وقت، وملازم لفكري، وأرى الناس فأقول: لماذا نولد ونحن سنموت؟ وبعدها أصبحت أخاف من الأحلام جدًّا، وأصبحت أخاف من الأمراض، حيث ظهر دمل في الثدي، فقلت: من المؤكد أنه سرطان، وأصبحت أخاف من أن أكون مصابة بالسكر، والضغط.
وفي هذه الفترة توفي أخي، وابنة أختي، وزاد الخوف عندي كثيرًا، فأصبحت أخاف أن يقف نبض قلبي، وصرت أتابع قلبي، وأحسب دقات قلبي بالدقيقة.
وبعد ذلك أتتني خوارج انقباض، وتعبت أكثر وأكثر، علمًا أن تحاليلي سليمة، والأشعة والتخطيط سليم، لكن أخاف جدًّا.
بعد هذا تزوجت، وخف الوسواس بنسبة 70%، والخوارج خفت، وكل شي أصبح طبيعيًّا -والحمد لله-.
بعد ذلك توفي ابن عمي بسكتة، ورجع لي الوسواس من الموت والأحلام لمدة، ثم أصبحت طبيعية، وتعافيت من الوسواس، وصرت أتجاهله، وحملت وولدت.
وكان زوجي معي عند الولادة وسقط على الأرض، وانخفض الضغط عنده، وتعب، وبعد ذلك أصبحت أخاف عليه، وعانيت من اكتئاب الولادة، ورجع لي الوسواس من جديد، وأصبحت أخاف الخوارج، وأتابع نبض قلبي من جديد، وأخاف أن يموت زوجي ويتركني، وأصبحت أتابع نبضه، ونفسه وهو نائم، وأخاف أن يكون ميتًا، ولي الآن 3 أشهر وأنا أحاول أن أسيطر على نفسي، وأن أضع حدًّا للوساوس؛ لأنني لا أستمتع بيومي، وكل يومي حزينة مكتئبة، أترقب خبر موت أي شخص غالٍ علي، وأترقب موتي.
تعبت جدًّا جدًّا من الخوف من الموت، والخوف أن يموت أهلي وزوجي، وأريد حلًّا غير الأدوية؛ فأنا لا أحبّ الأدوية؛ لأنني أوسوس بأني مريضة، وأن الأدوية لا تتناسب مع مرضي.
أريد حلًّا؛ لأن زوجي سئم مني، ويقول: أنت إنسانة سلبية. وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعلاج ما تعانين منه في الرضى بقضاء الله، والتسليم لحكمه، والعلم بأنه أرحم بعبده من الأم بولدها.

واستحضار لطفه، وبره بعباده، وإحسان الظن به، والتفكر في صفات جماله تبارك وتعالى.

فإذا فعلت هذا؛ اطمأن قلبك بحكم الله، وعلمت أن الموت إذا جاء المؤمن، فإنه خير له؛ لأنه ينتقل من هذه الدار إلى دار البقاء حيث النعيم المقيم. ورضيت بكل ما يقدره الله ويقضيه، عالمة أنه هو الخير، والحكمة، والمصلحة، وتبدل خوفك من الموت من خوف سلبي، إلى خوف إيجابي تعملين معه للموت، وتستعدين له.

ولا تنافي بين ما ذكرناه وبين مراجعتك الأطباء، فأنت محتاجة لذلك -فيما يظهر-.

كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، نسأل الله لك العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني