الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضل محبة الأخ لأخيه وإهداء ثواب العمل الصالح

السؤال

أنا ولد عمري 17 سنة، كنت لا أصلي ولا أعبد ربي البر، لكن سبحان الله، هداني الله بحب ولد في نفس عمري. منذ أحببته وأنا أحافظ على الصلاة في المسجد، وأقرأ القرآن يومياً، وأستغفر كثيرا.
يا شيخ أنا لا أحبه حب شهوة ولا معصية، أفكر فيه طول الوقت، وفي كل صلاة أدعو له بالخير والهداية للصراط المستقيم والجنة، وأدعية كثيرة؛ لأني أحبه وأخاف عليه، حتى إني أدعو له أكثر من دعائي لنفسي. والأدعية أقولها مرتين مرة لنفسي، ومرة له. من شدة خوفي عليه. وأستغفر له أكثر من استغفاري لنفسي، وقد تركت كل الشهوات والمعاصي منذ أحببته، ولله الحمد يا شيخ منذ أحببته وأنا الحمد لله على الصراط المستقيم.
سؤالي هو: هل حبي له حرام، مع التذكير بأن الله هداني يوم أحببته؟ وهل يجوز أن أهدي ثواب الصدقات، وختمة القرآن، وركعات من قيام الليل؛ لأني خائف عليه وأحبه؟
وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي البدء نهنئك على ما أنعم الله عليك به من الهداية للمحافظة على الصلاة وأدائها في المسجد، وحرصك على قراءة القرآن وكثرة الاستغفار. ونسأله تعالى أن يزيدك من فضله، ويثبتك على الصراط المستقيم؛ لتكون يوم القيامة ممن يستظلون تحت ظل عرش الرحمن.

ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله في ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه..... الحديث.

واعلم أن أعظم الحب أن يكون حبا في الله، فمن ضمن السبعة المذكورين في الحديث السابق: ورجلان تحابا في الله: اجتمعا عليه، وتفرقا عليه.

أي اجتمعت قلوبهما وأجسادهما على الحب في الله، واستمرا على تلك المحبة حتى فرق بينهما الموت.

وإن كانت هذه المحبة عادية، وكانت في حدود الاعتدال ولم تصل إلى حد العشق الذي يؤدي للحرام، فلا حرج فيها، ولكن مع ذلك كن على حذر من أن يقودك الشيطان لشيء من ذلك. وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 5707، والفتوى: 36991.

ولا حرج عليك أيضا في دعائك واستغفارك له، ودعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب من أسباب الإجابة، ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن صفوان - وكانت تحته الدرداء قال: قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منزله، فلم أجده، ووجدت أم الدرداء فقالت: أتريد الحج العام؟ فقلت: نعم. قالت فادع الله لنا بخير؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل. وهذا يعني أن دعاءك واستغفارك له، دعاء واستغفار لنفسك أيضا.

ويجوز لك أن تهدي له ثواب بعض الأعمال التي تعملها.

قال البهوتي -الحنبلي- في كشاف القناع: وكل قربة فعلها المسلم وجعل ثوابها أو بعضها كالنصف ونحوه كالثلث أو الربع، لمسلم حي أو ميت؛ جاز ذلك ونفعه؛ لحصول الثواب له. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني