الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز رد الاعتداء بالانتقام من المعتدي؟

السؤال

أنا امرأة متزوجة، وعاملة، أخرج باكرا في الظلام. وأراد شخص الاعتداء علي.
ماذا أفعل أنا مصدومة، وأريد الانتقام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا ننصحك أولا بالاحتياط لنفسك، والأخذ بالأسباب التي تحول دون تكرر ما حدث لك من الاعتداء، بأن يكون معك أحد المحارم، أو تكوني مع رفقة مأمونة، أو تخرجي للعمل بعد ذهاب الظلام والخوف، وبعد انتشار الضوء وحصول الأمان.

ولو قدر أن تكرر عليك الاعتداء، فالمعتدي يسميه الفقهاء صائلا، وبينوا أنه يشرع دفعه وفقا لضوابط شرعية، يمكنك الاطلاع على تفاصيل ذلك في الفتوى: 17038.

والمقصود رد العدوان والتخلص من شر هذا الصائل. فإن تم ذلك، لم يجز تتبعه والانتقام منه؛ كما ذكر الفقهاء.

قال الشيخ زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: ولو اندفع شره كأن وقع في ماء أو نار، أو انكسرت رجله، أو حال بينهما جدار أو خندق لم يضر به ..... ومتى أمكنه الهرب أو التخلص بنحو تحصن بمكان حصين، أو التجأ إلى فئة لزمه ذلك؛ لأنه مأمور بتخليص نفسه بالأهون. اهـ.

فلا محل لما ذكرت من إرادة الانتقام؛ لأن الانتقام يختلف عن حالة الدفاع، وهو من باب التعزير الذي هو حق للإمام ومن ينوب عنه، فالجهات المسؤولة هي التي يمكنها تأديبه، وانظري الفتوى: 202240.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني