الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من حلفت ألا تشرح لصديقتها في حضور أخرى

السؤال

أنا طالبة في الثانوية، وبينما كنت أشرح لصديقتي أتت صديقتي الأخرى، فتحدثنا قليلًا، ثم حلفتُ دون قصد بردة فعل مباشرة أنني لن أشرح عند صديقتي الأخرى التي أتت، فقلت: بما أنني حلفت، فسأنفذ الحلف، فذهبت إلى مكان آخر، وشرحت لصديقتي الأولى، وبينما أنا أشرح لها، أتت صديقتي الأخرى، وجلست بجوارنا، ونسيت الأمر، ثم تذكرت وقد مرّت فترة طويلة، فتجاهلتها، فما الحكم؟ وهل اليمين كان مقصورًا على لحظات الشرح الأول أم بشكل عام؛ ولم تكن نيتي أنني لن أشرح أمامها أبدًا؟ وهل عليّ كفارة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دامت نيتك عند الحلف لم تكن بقصد أنك لن تشرحي لصديقتك بحضور صديقتك الأخرى أبدًا في المستقبل في أي مكان، أو في أي زمان، نظر في بساط اليمين، وهو السبب الحامل على حلفك، فإن كان لا يعدو كونه ردة فعل على تصرف تصرفته لم يعجبك منها، فإنك لا تحنثين، ولا كفارة عليك إذا حضرت شرحك في مكان، أو في زمان آخر، ولم تتصرف مثل ذلك التصرف الذي لم يعجبك، قال العلامة بهرام المالكي في تحبير المختصر: فإن لم تكن له نية، نظر في ذلك إلى بساط اليمين، فيعمل على مقتضاه من حنث أو برّ؛ لأنه هو السبب الحامل على اليمين. انتهى.

وقال ابن قدامة الحنبلي في عمدة الفقه: فإن عدمت النية، رجع إلى سبب اليمين، وما هيجها، فيقوم مقام نيته؛ لدلالته عليها. انتهى.

ولمزيد من الفائدة يمكن مطالعة الفتاوى: 383791، 257038، 6644.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني