الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يسب أمهات المؤمنين مؤمن صادق

السؤال

أين هو الحق في سب أمهات المؤمنين؟ أم في الدفاع عنهن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن محبة أمهات المؤمنين وتوليهن والترضي عليهن والدفاع عنهن من أعظم القربات عند الله عز وجل. بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سن لأمته أن يصلوا على أزواجه في الصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، فكان يقول عقب التشهد في الصلاة: "اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه..." الحديث رواه أحمد والطحاوي بسند صحيح. كما أن سَبَّهُن والطعن فيهن من النفاق والعياذ بالله، ولا يُعلم على مر القرون الماضية في تاريخ الإسلام أن أحدا من المؤمنين الصادقين كان يسبهن أو يطعن فيهن، بل عُرِف ذلك عن المنافقين الذين انحرفوا عن سبيل المؤمنين. قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى: ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس... فقد برئ من النفاق. اهـ. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة: ويَتَوَلَّوْن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة. اهـ. ولشرفهن رضي الله عنهن سماهن الله في كتابه "أمهات المؤمنين" كما قال تعالى: النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ [الأحزاب: 6]. وقد خيرهن الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة فاخترن الآخرة، قال تعالى: وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً [الأحزاب:29]. ومن فضلهن رضي الله عنهن أنهن صَبَرْن على شظف العيش وضيق الحال معه صلى الله عليه وسلم وصبرن عن الأزواج بعده، ورضين بأن يكن أزواجه في الآخرة كما كن أزواجه في الدنيا. وكل ما سبق من المعلوم من الدين بالضرورة، فكيف يقال: أين الحق، هل في سبهن أم الدفاع عنهن؟! وهل يرضى مسلم أن تُسَبَّ زوجات أفضل البشر صلى الله عليه وسلم اللاتي اختارهن الله زوجات لرسوله صلى الله عليه وسلم؟! وإذا كان الواحد منا لا يرضى بسب أمه، فكيف يرضى بسب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهن خير نساء العالمين؟! نعوذ بالله من الخذلان، وقطع الله لسان الذين يسبون أمهات المؤمنين. وراجع الجواب: 6283. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني