الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منع الزوج لأخت الزوجة المسيئة من السكن في بيته.. المشكلة.. والحل

السؤال

أنا متزوجة، وعندي ثلاثة أطفال، وحياتي الزوجة سعيدة والحمد لله. المشكلة أن أختي كانت تزورني في بيتي (هي كانت متزوجة وانفصلت عن زوجها) اكتشفت أنها تنقل أخبارا غير صحيحة لأهلي عني، وعن حياتي مع زوجي مثل أنه يضربني ويهينني، مما جعل العلاقة بيني وبين أهلي تتوتر. وأختي الآن لا تكلمني؛ لأنني أدافع عن زوجي.
زوجي منعني من استقبال أختي في بيتي، وعندما أخبرتها زادت المشاكل مع أختي وزوجي. حتى إنها لم تعد تريد أن تكلمني حتى أعترف أن زوجي ليس على حق، وهذا غير صحيح.
لقد تعبت نفسيا، مع العلم أن زوجي أراد إصلاحا، لكنها رفضت. لأنها أرادت البقاء معنا في بيتي لمدة 6 أشهر؛ لاستكمال دراستها، ولكن زوجي رفض؛ لأن بيتي صغير، ولن يتمكن من حريته في بيته.
بدأت المشاكل في بيتي بسببها. لا أريد خسارة أختي، وأريد المحافظة على بيتي وزوجي. فما الحل كيف أتصرف؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن صح ما ذكرت عن أختك أنها تنقل إلى أهلك أخبارا كاذبة عنك وعن زوجك، وتسببت في توتر العلاقة بينك وبين أهلك؛ فقد جمعت بذلك بين الإساءة والظلم. ولزوجك الحق في منعها من السكنى معكم في البيت، وهي التي جنت على نفسها بسوء تصرفاتها.

وإن هجرتك بسبب مناصرتك لزوجك في الحق؛ فإنها آثمة بذلك، ومن حقها عليك مناصرتها مع ظلمها بمناصحتها وتذكيرها بالله ومنعها من الظلم، روى البخاري عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟ قال: «تحجزه، أو تمنعه، من الظلم فإن ذلك نصره». ورواه مسلم أيضا من حديث جابر -رضي االله عنه- مع اختلاف في بعض الألفاظ.

وإن لم يكن من سبيل لنصحها، فسلطي عليها من ينصحها ممن لهم مكانة عندها.

واجتهدي في سبيل الإصلاح، واستعيني في ذلك بكثرة الدعاء والتضرع لله سبحانه وسؤاله التوفيق.

ويمكنك أيضا توسيط أهل الخير للسعي في سبيل الإصلاح، فذلك من أعظم القربات، وخاصة في حق ذوي الرحم. ولمزيد الفائدة، نرجو مراجعة الفتوى: 50300.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني