الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لبس المرأة التي تدرس في مكان مختلط ملابس الرياضة

السؤال

المدارس والجامعات في تونس مختلطة، وأنا أدرس في الجامعة، وأصبحت قريبًا ألبس الفضفاض والجلابيب، ولديّ في هذا السداسي مادتان: هما النشاط الرياضي، وهو إجباري ومختلط، وسيتوجب عليّ لبس لباس رياضي، وستكون هناك أيضًا حركات ورقصات، ويكلف الشخص أحيانًا بتنشيط أصدقائه، فهل هذا جائز؟ وقد سألت وعرفت أنه لا يجوز؛ لذلك بدأت أفكر في عدم دراسة هاتين المادتين، والغياب فيهما، على أمل أن لا يكون سببًا في سقوطي، مع العلم أني أعيد السنة، ولن أخبر أمّي بما نويته؛ لأن تفكيرها -كسائر المجتمع- بأن هذا شيء عادي، فهل تنصحوني بضوابط معينة أفعلها دون الغياب، وخسارة نقاط المادتين، أم إن هذا حرام، وما أنوي فعله هو الصحيح؛ حتى لو تسبب في سقوطي من جديد؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد سبقت الإجابة عن مثل هذا السؤال في الفتوى: 129086.

ومنها تعلمين أنه يحرم عليك دراسة هاتين المادتين، إن كانت دراستهما تستوجب الوقوع في مخالفة شرعية من جهة اللباس، أو من جهة الحركات والرقصات التي تفعلها المرأة بحضرة الرجال الأجانب، فهذا من أعظم دواعي الفتنة بلا ريب، فلا تجوز هذه الدراسة، ولو كانت تؤدي إلى الرسوب، وإعادة السنة.

وعلى أي حال؛ فإن كان الغياب في هاتين المادتين سيترتب عليه الرسوب حتمًا، فالذي نقترحه أن يسعى الأخيار إلى الإدارة والمسؤولين بحيث تمكّن المرأة من دراسة هاتين المادتين بمعزل عن الرجال، هذا بالإضافة إلى الدعاء، وسؤال الله عز وجل التيسير.

فإن تمت الموافقة، فالحمد لله، وإلا فلا داعي للاستمرار في دراسة تضيع فيها الأعمار من غير فائدة.

فاجتهدي في البحث عن سبيل لدراسة لا يترتب عليها الوقوع في محذور شرعي، كالانتساب والدراسة عن بعد مثلًا.

ولا تجوز طاعة الوالدين فيما فيه معصية لله سبحانه، فالطاعة إنما تكون في المعروف، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 76303.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني