الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من اختلاس أموال جمعية خيرية سمعتها ليست على ما يرام

السؤال

صديقي كان يعمل في مؤسسة خيرية لرعاية الأيتام، وكان مؤتمنًا على جمع التبرعات من المتبرعين؛ لإيصالها لصاحب المؤسسة، وقد حصل على بعض هذه الأموال بطريقة غير شرعية، واختلط ماله الحلال بالحرام، وترك المؤسسة، وقد ستره الله، إلا أن ضميره يؤنبه دومًا، خاصة أنه حافظ لكتاب الله، ويصلي دومًا، ولكنه صرف جزءًا كبيرًا من المبلغ، وما بقي معه وضعه وديعة في البنك، ويريد أن يتوب، فماذا يجب عليه أن يفعل؟ مع العلم أن المؤسسة سمعتها ليست على ما يرام، وأنه أخذ هذا المبلغ لأن ظروفه كانت سيئة للغاية.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمَن تاب تاب الله عليه.

ومِن توبة صديقك هذا أن يرد هذه الأموال إلى المؤسسة الخيرية التي جمعها باسمها؛ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وصححه الحاكم، ولم يتعقبه الذهبي.

وإن كان يعلم من حال القائمين على هذه المؤسسة أنهم يضيعون الأمانة، ويضعون الأموال في غير موضعها، فليردها إلى المتبرعين أنفسهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني