الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تبطل الهبة قبل قبضها بموت الواهب

السؤال

أثابكم الله. ما حكم الهبة المعلّقة بزواج الموهوب له، إذا مات الواهب وقبضها الموهوب له بزواجه بعد وفاة الواهب؟
هل يحق للوارث استرجاعها؟ خصوصا لما بدا له من سوء معاملة الموهوب له إياه.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتعليق الهبة بالشروط؛ محل خلاف بين أهل العلم، فالجمهور لا يصححونه، وبعض أهل العلم كابن تيمية وابن القيم يصححونها، لكن على كلا القولين؛ فإنّ الهبة تبطل بموت الواهب قبل قبض الموهوب له الهبة.

قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: وإذا مات الواهب أو الموهوب له قبل القبض، بطلت الهبة، سواء كان قبل الإذن في القبض أو بعده. انتهى. وراجع الفتوى : 112588.

وعليه؛ فإذا كان الموهوب له قبض الهبة بعد موت الواهب استنادا على هبة الواهب، فقبضه يعتبر تعديا على مال الورثة لبطلان الهبة، ولهم أخذها منه.

أما لو كان الورثة هم من أقبضه، وهم رشداء بالغون، فهذا يعتبر هبة مبتدأة منهم، وبقبض الموهوب له؛ صارت لازمة، فلا حقّ لهم في الرجوع فيها، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لاَ يَحِلُّ لأحدٍ أَنْ يُعْطِيَ عَطِيَّةً فَيَرْجِعَ فِيهَا إِلاَّ الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ. رواه الترمذي.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ. رواه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني