الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من ذكر أهل بلد بسوء

السؤال

كنت أغتاب شعوبًا، وكنت لا أدري أنها من الغيبة، فكنت أقول مثلًا: الشعب الفلاني كذاب، أو الشعب الفلاني سراق، وقد ندمت الآن أشد الندم؛ لدرجة أنني وصلت للهمّ والاكتئاب، فكيف أتوب توبة نصوحًا؟ أفيدوني. وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الذي نفتي به أن ذكر أهل بلد بسوء، لا يعتبر من الغيبة المحرمة، كما نص عليه جمع من فقهاء الحنفية، قالوا: لأن المتكلم لا يريد بذلك جميع أهل البلد، بل المراد البعض، وهو مجهول. لكن نبه ابن عابدين على أن مفهوم كلامهم يقتضي أنه لو أراد القائل بذلك التعميم على أهل البلد كلهم؛ فإنه حينئذ يعد من الغيبة، وانظر بيان هذا في الفتويين: 348562، 423850.

وبناء على ما تقدم؛ فلا يعدّ هذا من الغيبة التي يطالب المرء بالاستحلال من أصحابها؛ لتعذر ذلك، لكن ينبغي لك مستقبلًا أن تصون لسانك عن مثل تلك الأقوال التي لا تليق، وأن تستغفر الله تعالى، وتتوب إليه.

وراجع للفائدة حول التوبة النصوح، الفتوى: 44933.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني