الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريق الاستقامة وتحقيق التوبة

السؤال

أنا شاب أحاول جاهداً أن أكون صالحاً، لكن نفسي قد بليت بما يعرف بالأفلام الإباحية. أبتعد عنها، إلا أني أعود إليها بقوة.
أتوب منها، ثم أعود إليها، أتوب منها، ثم أعود إليها. والله، إني لا أرضاها لنفسي، لكني ضعيف -شيخي- علما أني في بلد متحرر نوعا ما. وأحاول جاهداً أن أغض بصري؛ لأحفظ فرجي، لكن ليس في كل الأوقات أستطيع.
فماذا علي أن أفعل؟ هذه الأفلام قادتني إلى فعل مقدمات الزنا، ولا شك أني أخذت نصيبي منه، أقصد الزنا: نظرت ولمست، ومشيت إليه. وتكالبت علي أوجاعي، ولا أستطيع أن أجد نفسي. وعندما أتوب أشعر بأني أستخف بمحارم الله. أريد توبة صادقة يمحى بها ما تقدم من ذنبي وما تأخر.
فهل لي توبة؟ وهل أستطيع أن أبتعد عن هذه الأفلام، علما أني قطعت علاقتي بكل فتاة أعرفها، وأني أحاول -والله شاهد علي- الخلاص والرجوع إلى الله بقلب سليم، خالٍ من الشهوات والشبهات.
فهل لي بطرق أفعلها؟
أرشدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن الذنب الذي تفعله له توبة، ولا يوجد ذنب -كبيرا كان أو صغيرا- إلا وله توبة، وقد قال الله تعالى في الكفر الذي هو أعظم وأكبر الذنوب: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ. {الأنفال:38}.

وقد قدمنا سابقا عدة فتاوى لمن اشتكى مما تشتكي منه أنت، وفيها جملة من النصائح المعينة على تحقيق التوبة من ذلك الذنب وعدم العودة إليه.

فانظر الفتوى: 426286، والفتوى: 356581، والفتوى: 415942، والفتوى: 23231، والفتوى: 144659، والفتوى: 78760.

وهذه الأخيرة عن ثمرات وفوائد غض البصر، وأخيرا نسأل الله تعالى أن يطهر قلبك، ويحصن فرجك، ويكره إليك الكفر والفسوق والعصيان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني