الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤاخذ الأهل الذين يتسببون لأولادهم بأمراض نفسية؟

السؤال

هل الأهل الذين يتسببون لأولادهم بأمراض نفسية، وضغوط نفسية، يحاسبون على ذلك أمام الله، سواء كانوا مدركين لما يفعلونه أم لا؟
السؤال الثاني: هل يجوز الدعاء على الأب الظالم أو القاسي، بسبب ما يظهره من قسوة، وما يقوله من كلام جارح؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا التسبب في الضغوطات النفسية بالنسبة للأولاد:

إن كان بقصد، فلا شك في المؤاخذة به، فقد قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.

وقد دلت الآية أيضًا على عدم مؤاخذة من لم يكن منه قصد لذلك.

ولكن قد يكون السبب نوعًا من الإهمال، وعدم المبالاة، فهذا تفريط يؤاخذ به صاحبه؛ ولذلك ذكر أهل العلم أن رفع المؤاخذة إنما هي عمن أخطأ مع اجتهاد، لا المفرط، قال الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح: قال علماؤنا في أصول الفقه: الخطأ عذر صالح لسقوط حق الله تعالى، إذا حصل من اجتهاد... اهـ. وهذا فيما يتعلق بالسؤال الأول.

وأما السؤال الثاني، فجوابه: أنه لا يجوز الدعاء على الوالد، مهما بلغ في الظلم والقسوة؛ فإن ذلك من أشد العقوق. والوالد يُدعَى له، ولا يُدعى عليه، وتراجع الفتوى: 171033، والفتوى: 400228.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني