الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من عاهد الله على ترك ذنب وأخلف العهد مرارا

السؤال

عاهدت الله على ترك ذنب، وقلت: إن أخلفت العهد؛ فأدخلني النار، وخلدني فيها. وبقيت على العهد فترة، ثم أخلفته. وبعدها عاهدت الله مرة أخرى، وقلت: إذا أخلفت العهد، فلا تقبل يا رب توبتي. ثم أخلفت، ووصل عدد العهود 16.
فماذا أفعل لكي يتوب الله علي؟
وبالنسبة للعهد الأول: هل يجب علي أن أدخل النار؟ أريد التوبة، ولكن قلبي أصبح قاسيا، ولا أشعر بالندم. وإن كنت لا أشعر بالندم. كيف تتحقق التوبة؟
جربت كل الطرق؛ لكي يلين قلبي، ولم تنجح واحدة. أكتب هذا الكلام وأنا لا أشعر بالندم، ولا أشعر بالحاجة للتوبة. لم أترك طريقة إلا جربتها.
لقد تركت الذنب، وعزمت على أن لا أعود له، ولكن بقي فقط الندم، فأنا لا أستطيع الندم، حاولت كثيرا ولم أستطع. وأصبحت أقرأ القرآن وأصلي وأطلب من الله أن يلين قلبي، ولم أتأثر ولو قليلا، أحس أنه قد ختم على قلبي. ماذا أفعل؟
أرجو الرد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما هذه العهود: فالذي نفتي به أنها تجري مجرى النذر واليمين، فإذا أخلفتها وجبت عليك الكفارة، وانظر الفتوى: 317407.

وما قرنت به عهدك من الدعاء على نفسك بدخول النار، أو عدم قبول التوبة؛ خطأ منك كبير، يوجب التوبة، والمأمول من فضل الله وواسع جوده وبره أن يتجاوز عنك، ويعفو عن تقصيرك.

ثم إن الواجب عليك كفارة واحدة -عند الحنابلة-؛ لأن هذه العهود موجبها واحد، فتتداخل، وعند الجمهور يلزمك لكل يمين أو نذر أخللت به كفارة. وانظر الفتوى: 364630.

وإذا علمت ما مر، فالواضح أنك نادم على ما صدر منك، وأن الشيطان هو الذي يصور لك خلاف هذا. وإلا لما سألت وأخبرت بما أخبرت به، ولما دعوت على نفسك بالنار وعدم قبول التوبة.

وعلى كل، فقد بينا سبيل تحصيل الندم في الفتوى: 134518 فانظرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني