الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التردد في الصدقة وحديث النفس بالإمساك وأثره على الأجر

السؤال

عندما أتصدق أجاهد نفسي؛ فقد جبلت النفس على حب المال، ولكني -ولله الحمد- أتغلّب عليها وأتصدق، وهذا بسبب بعض الظروف المالية، فهل حديث النفس هذا ينقص أجر الصدقة والزكاة؟ أريد أن أصل إلى مرحلة التصدق دون حديث النفس التي تحدثني بالإمساك، فهل هذا الحديث يذهب الأجر؟ وهذا الحديث ينغص عليّ لذة الصدقة. بارك الله فيكم على هذا الموقع.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي البداية: نهنئك على ما تفعله من صدقة, ونسأل الله تعالى أن يتقبل منك الطاعات, وأن يوفقك لكل خير.

ثم إنما تشعر به من تردد في الصدقة, وحديث نفس في شأنها، إنما هو من الشيطان؛ ليحرمك من ثواب الصدقة، قال ابن كثير في تفسيره: معنى قوله تعالى: {الشيطان يعدكم الفقر}، أي: يخوفكم الفقر؛ لتُمسكوا ما بأيديكم فلا تنفقوه في مرضاة الله. اهـ.

والسلامة من البخل والشح، دليل على الفلاح، قال ابن كثير أيضًا: وقوله: {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}، أي: من سلم من الشح؛ فقد أفلح وأنجح. اهـ.

فاستعذ بالله تعالى من كيد الشيطان الرجيم, وجاهد نفسك على الصدقة, وغيرها من الطاعات.

وما تشعر به من تردد, وحديث نفس عند الصدقة، لا ينقص أجرها، بل يزيدها -إن شاء الله تعالى-؛ لأن مجاهدة النفس على الطاعة مما يثاب عليه المسلم، كما سبق في الفتوى: 3293، وهي بعنوان: "مجاهدة النفس على الطاعة، تورث الهداية والثواب".

وراجع المزيد عن ثواب الإنفاق والصدقة, وذلك في الفتوى: 72092

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني