الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك في كفر اليهود والنصارى

السؤال

هل يكفر من شك في كفر أهل الكتاب؟ فقد شككت في هذا، وأقصد بأهل الكتاب الذين لا يشركون بالله، أما الذين يشركون فأنا أعرف أنهم كفار، وقد شككت في كفرهم سابقًا إلى أن رأيت الدليل، فاقتنعت بكفرهم، ومع مرور الوقت نسيت هذا الدليل، فشككت في كفرهم من جديد، إلى أن رأيت دليلًا آخر يدلّ على كفرهم، واقتنعت بالأمر من جديد، فهل كفرت؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الشك في كفر اليهود والنصارى، من نواقض الإسلام بإجماع العلماء؛ لما فيه من ترك التصديق والإيمان بالنصوص القطعية المتواترة الدالة على كفرهم. وقال القاضي عياض في الشفا: وقع الإجماع على تكفير كل من دافع نص الكتاب، أو خص حديثا مجمعا على نقله مقطوعا به مجمعا على حمله على ظاهره، كتكفير الخوارج بإبطال الرجم، ولهذا نكفر من لم يكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم، أو شك أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك. اهـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: ... فإن اليهود والنصارى كفار كفراً معلوماً بالاضطرار من دين الإسلام. اهـ.

وقال الحجاوي في الإقناع: .. أو لم يكفر من دان بغير الإسلام: كالنصارى، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم ... فهو كافر. اهـ.

لكن مع ذلك: لا يحكم على المسلم المعين الشاكّ في كفر اليهود والنصارى بأنه مرتد كافر، فقد يعذر بجهل، أو بشبهة، وراجع في هذا الفتويين: 352600، 273493.

وظاهر من أسئلتك أنك تعاني من الوسوسة، فننصحك بالإعراض عن الوساوس، وتجاهلها، وترك التشاغل بها، وراجع الفتوى: 214492.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني