الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اشتراط حفظ القرآن على متلقي الصدقة

السؤال

أنوي إخراج مبلغ مالي شهري -إن شاء الله- بهدف كفالة تعليم طالب علم يتيم في الجامعة مثلا.
فهل يجوز اشتراط حفظ القرآن على المتلقي، بحيث يتم تقسيم القرآن على سنوات الدراسة، وعلى نهاية الجامعة يكون قد أتم حفظ القرآن؟
أم لا يجوز اشتراط مثل ذلك؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاليتم ينتهي بالبلوغ؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا يتم بعد احتلام. رواه أبو داود، وصححه الألباني.

فإن احتلم الصبي، أو ظهرت عليه أي علامة معتبرة في البلوغ، فقد زال عنه يتمه، وإذا لم يظهر عليه أي من علامات البلوغ، اعتبر في ذلك السن، على خلاف بين أهل العلم في تحديد هذا السن، والجمهور على أنه خمس عشرة سنة. وراجع في تفصيل ذلك الفتوى: 299857.

وعلى ذلك، فكفالة اليتيم مستمرة حتى يبلغ، فإذا بلغ، ولم يزل فقيرا، أو مسكينا، تصدق عليه، وصار هذا العمل صدقة على فقير، أو مسكين، لا كفالة يتيم. وراجع الفتوى: 279214.

والسائل يقول: (كفالة تعليم طالب علم يتيم في الجامعة). ونحن نستبعد أن يلتحق بالجامعة من لم يبلغ بعد، وإن كان كذلك، فهذه صدقة لا كفالة يتيم.

وأما مسألة اشتراط حفظ القرآن في فترة الدراسة الجامعية على متلقي هذه الصدقة، فهذا من حيث الجواز: لا حرج فيه، ومقصد صاحبه واضح ومحمود. ولكن نخشى أن يكون ذلك سببا في إفساد، أو تخليط نية حفظ القرآن، أو عدم وفاء المتلقي بالشرط بعد أخذ المال، فيكون في ذلك حرج شرعي عليه.

ولذلك نرى أن يبحث السائل عن شاب جامعي تَظهر عليه علامات الصلاح، ويُعرف عنه الاجتهاد في حفظ القرآن، ويُعطى هذه الصدقة دون شرط، وإنما يُنصح ويُشجّع على إكمال الحفظ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني