الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تطويل الرجل شعره إلى ما بعد المنكبين

السؤال

ما حكم تطويل الرجل شعره إلى ما بعد المنكبين، من غير قصد التشبه بالكفار، أو الشهرة؟ مع العلم أني أسكن في الأردن، وقليل من الرجال من يفعلون هذا الفعل، وإذا كان الأشخاص السفلة يطيلون شعورهم فقط، فهل يكون تطويل الشعر إلى ما بعد المنكبين، أو إلى المنكبين حرامًا أم مكروهًا أم جائزًا؟ أفيدونا -أفادكم الله-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فتطويل الرجل شعر رأسه وإن كان جائزًا في الأصل، إلا أنه يخضع لعُرْف المجتمع:

فإن كان العرف جاريًا بأنه لا يفعله إلا المخنّثون من الرجال المتشبّهون بالنساء، أو الفسقة، ولا يفعله غيرهم، فإنه لا ينبغي إطالته؛ لما في ذلك من التشبّه بهم، وقد فصلنا هذه المسألة في الفتوى: 251563، والفتاوى المحال عليها فيها، ولا يبعد أن يصل التشبّه بهم إلى درجة التحريم؛ فالتشبّه بالفسّاق مذموم منهيّ عنه شرعًا؛ لحديث: مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ، فَهُوَ مِنْهُمْ. رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ.

وقال ملا القاري في «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح»: مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ: أَيْ: مَنْ شَبَّهَ نَفْسَهُ بِالْكُفَّارِ مَثَلًا فِي اللِّبَاسِ وَغَيْرِهِ، أَوْ ‌بِالْفُسَّاقِ، أَوِ الْفُجَّارِ، أَوْ بِأَهْلِ التَّصَوُّفِ وَالصُّلَحَاءِ الْأَبْرَارِ. (فَهُوَ مِنْهُمْ): أَيْ: فِي الْإِثْمِ وَالْخَيْرِ. اهــ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني