الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب على المرأة عند الشك في الخارج هل هو مذي أو رطوبة

السؤال

أنا في هَمٍّ دائم، وقرأت الكثير من الفتاوى، والمقالات الطبية؛ فزادت حيرتي، فأنا أعاني من نزول الكثير من الإفرازات الشفافة، وأحيانًا فيها شيء أبيض، ولا أستطيع أن أفرّق بينها، وأشك طوال الوقت: هل ما فكرت فيه يثير الشهوة، أم لا؟ حتى إذا رأيت أيَّ شيء يتعلّق بالزواج، أو تمنيت أن يكون لي بيت، وزوج، وأطفال، فما الذي يثير الشهوة؟ وهل هي العلاقة الجنسية فقط؟ فقد تسلطت عليّ الأفكار الجنسية؛ بسبب خوفي المستمر.
وأنا أعمل، ولا يتوفر لي مكان للوضوء، وأفتى الكثير من الفقهاء الآن أنها لا تبطل الوضوء، وأخذت بذلك الرأي للمشقّة، وتأخير الصلاة، ولكني أقول: ماذا لو كانت مَذْيًا؛ لأنها لزجة أحيانًا، ومتماسكة، وأحيانًا سائلة أكثر؟ وتمنيت لو لم أكن أنثى، فماذا أفعل لأفرق بينهما؟ والذي فهمته أن الذي يحدد ذلك هو التفكير فقط؛ لأنها نفسها في كل الأحوال، وأحس أن كل أعمالي باطلة، فهل يمكن للمرء أن لا يفكّر أبدًا؟ وهل يحاسب المرء على نزول المذي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه أما بعد:

فقد بينا أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة، وحكم كل منها في الفتوى: 110928.

وإذا شككت في الخارج، فلم تعلمي هل هو مذي، أو رطوبة، فالذي نفتي به أنك تتخيرين، فتجعلين له حكم ما شئت، وانظري الفتوى: 158767.

وعليه؛ فلا حرج عليك في اعتبار ما ترينه من رطوبة الفرج العادية، فلا يلزمك الاستنجاء منها؛ لكونها طاهرة.

وأما الوضوء منها، فهو واجب في قول عامة العلماء؛ إلا إن كانت دائمة الخروج، بحيث تعد سلسًا، فعليك -حينئذ- ما يجب على صاحب السلس من الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتصلين بوضوئك ما شئت من الفروض والنوافل؛ حتى يخرج ذلك الوقت، وانظري الفتوى: 136434.

وأما هذه الأفكار؛ فلا تحاسبين عليها، ولا تؤاخذين بها؛ لأن الله تجاوز لهذه الأمة عما حدّثت به أنفسها.

ولا يلزمك الاستنجاء من هذه الإفرازات، إلا إذا حصل لك اليقين الجازم بنجاستها، وكونها مذيًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني