الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الخلافات بين الزوجة وأم الزوج

السؤال

أنا ابن وحيد، وأبي متوفى، وأخواتي متزوجات. أسكن مع زوجتي في شقة، في دور أعلى من الدور الذي تسكن فيه أمي.
حدثت بعض الخلافات بين زوجتي وأمي؛ فطلبت زوجتي أن تستقل في معيشتها (تعزل) وفي هذا الوقت كان زوج أختي مسافرا، وكانت تعيش مع أمي.
فاستقلت زوجتي بمعيشتها، وفي اليوم الذي كانت أختي ذاهبة لبيتها، أرسلت زوجتي لأهلها حتى تضع هناك، وأنا أستطيع أن أجلس مع أمي. الآن رزقني الله بمولودة، ولم تذهب أمي لزيارة زوجتي، ولم تتصل بها، حيث إن زوجتي كانت ولادتها قيصرية، وكانت الولادة عند أهلها في مدينه أخرى.
فقبل الولادة عرضت زوجتي أن تعد هي الغداء، وعندما أنتهي من العمل وأرجع إلى البيت، تذهب معي إلى أمي ونتناول الأكل سويا، ولكن أمي رفضت ذلك.
الآن رجعت أختي لبيت زوجها، وكان وجود أختي مع أمي يطمئن قلبي. والآن أشعر بضيق شديد، فأنا لا أريد أن تعيش أمي وحدها، وفي نفس الوقت لا أريد أن أظلم زوجتي. زوجتي الآن لا زلت عند أهلها بعد عملية الولادة، ومن المفترض أن أذهب لجلبها هي وبنتي.
فما هو التصرف الصحيح الذي به أحافظ على بر أمي، ولا أظلم زوجتي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحدوث الخلافات بين الزوجة وأم الزوج، من الأمور التي تكثر لأسباب مختلفة، فليس هذا بالأمر الغريب، والمعول عليه في تجاوز مثل هذه الخلافات -بعد توفيق الله عز وجل- هو حكمة الزوج، فيتحرى البحث عن الأسباب والعمل على حلها.

فاجتهد في سبيل الإصلاح، سائلا الله -تعالى- التوفيق، فهو على كل شيء قدير، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.

فإن تيسر الإصلاح، فالحمد لله، وإلا فاعمل على مداراتهما، وأحسن التعامل معهما، واحرص على إعطاء كل منهما حقها، ولا تظلم أياً منهما محاباة للأخرى.

ومن حق زوجتك أن تكون في مسكن مستقل، ولا يلزمها أن تسكن مع أمك، أو أيٍ من أقاربك إن كان المسكن متحد المرافق كالمطبخ والحمام ونحو ذلك. وإن كان مستقلا فليس لها الحق في المطالبة بمسكن آخر، وراجع الفتوى:66191.

ولا يعني ذلك أن تترك أمك في حال مضيعة إن كانت في حاجة إلى من يرعاها، بل ابحث أنت وأخواتك عن سبيل لرعايتها، فذلك مما يجب عليكم جميعا كل بحسبه، وانظر الفتوى: 419848.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني