الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم محادثة الرجل للأجنبية ضمن الحدود

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 30 سنة، وفي حالة نزوح، وبُعد عن الوطن، وعن أهلي منذ ثماني سنوات، بينما أنا على الفيس بوك رأيت حساب امرأة في سن والدتي تقريبا، وهي من أصحاب الاستقامة، والالتزام، ومنتقبة، ولا تكلم الرجال إطلاقًا.
هي طبيبة، في يوم من الأيام سألتها استشارة طبية، واستفسرت، وتكلمنا، لكن هي -والله- عفيفة، شريفة، تقية، لا أزكي على الله أحدا، وكان كلامنا ضمن الحدود، وبعد مدة أصبحت أراسلها أطمئن عنها، أتكلم لها عن بعض المشاكل، أو أمر يسرّني، ويشهد الله أني أقول لها أمي، وهي تقول لي إنك مثل ابني، ولا أشك فيك، وأنا لست من الذين يرضون بالكلام مع النساء، وأحصّن نفسي من هذا الأمر، ولا أقبل طلبات الفتيات، وملتزم بديني، أحب العقيدة منها: الطحاوية، والواسطية، وعلم مصطلح الحديث، والفقه بمذاهبه الأربعة، ولا أرضى بالهوان في ديني، ولا أزكي نفسي، لكن -سبحان الله- هذه السيدة أتكلم معها، كأنها أمي، وتدعو لي بظهر الغيب، وأدعو لها، ولأبنائها، ولا نطيل في الحديث فيما بيننا، وليس يوميا، إنما في الشهر مرة، أو مرتين، أو في الشهرين مرة.
السؤال: هل يجوز حديثي معها، أو مراسلتها كل فترة مرة، مع مراعاة أنها في سن والدتي، وأنا أكن لها كل التقدير والاحترام؛ لأنها على استقامة، وقلبها طيب؟
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمحادثة الرجل للمرأة الأجنبية جائزة عند الحاجة، بشرط أمن الفتنة، ومراعاة الضوابط الشرعية، كعدم خضوع المرأة بالقول، أو الملاطفة في الكلام، ونحو ذلك، مما يقود للفتنة، وراجع الفتوى: 30792.

فكلامك مع هذه المرأة جائز بهذه الضوابط. وأما محادثتها لغير حاجة؛ فلا يجوز، ولو مع تباعد الفترات، وقصر مدة المحادثة.

واعتبارك لها في سن والدتك لا يسوغ لك محادثتها، وإن كنت تراها اليوم بمنزلة الوالدة، فلا تشتهيها، فقد لا يكون الأمر كذلك دوما، والشيطان للإنسان بالمرصاد، فهو قد يستغل ذلك للإيقاع في الفتنة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.

فاطلب السلامة لدينك، وعرضك، فالسلامة لا يعدلها شيء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني