الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضابط بروز الأنف الذي يبيح إجراء العملية التجميلية

السؤال

ما حكم عملية تجميل الأنف؟ فقد قرأت في بعض الفتاوى على موقعكم أنها تجوز إذا بلغت حد التشويه، وأثرت سلبًا على نفسية الشخص، فكيف أعلم إذا كانت بلغت حجم التشوه أم لا: هل أسأل طبيبًا مثلًا؟ مع العلم أنها بارزة في الوجه، خصوصًا عند الضحك، وقد علّق الكثير من الأشخاص عليها؛ مما يؤذيني حقًّا، ولا أعلم من الشخص الذي قد يريد الزواج مني بهذا الأنف!؟ وأنا الآن في دولة منتشر فيها هذا النوع من العمليات بسهولة، ولكني أرتعب من فكرة اللعن. أرشدوني إلى الصواب من فضلكم -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى ما بين الناس من التفاوت في الخَلْق والجمال، كما لا يخفى أن معايير الجمال وحسن الشكل تتفاوت.

والحكم بالدمامة والتشويه، له طرفان ووسط، فالطرفان لا يختلف الناس في الحكم بوجود التشويه أو بعدمه، ويبقى الوسط محل خلاف ونظر، فهو يتردد بين القبح الذي يبلغ التشويه، وبين مجرد غياب الجمال، ولكنه في الوقت نفسه ليس تشويهًا.

ومسألة بروز الأنف من هذا النوع، فقد يبلغ حد التشويه، وقد لا يبلغه، ونرى أن يكون مرد ذلك إلى المعتاد عند الناس، فما خرج عنه في حكم أغلب من يراه، كان مشينًا، وما لم يخرج عنه عند أكثرهم، فليس مشينًا.

فإن لم يستبن الحكم بهذه الطريقة، نظر إلى المرء ذاته، ومدى تأذِّيه بسبب ذلك، فقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي المتعلق بشأن العمليات التجميلية أنه:

يجوز شرعًا إجراء الجراحة التجميلية الضرورية، والحاجية التي يقصد منها ... إزالة دمامة تسبب للشخص أذى نفسيًّا، أو عضويًّا ... ولا يجوز إجراء جراحة التجميل التحسينية التي لا تدخل في العلاج الطبي، ويقصد منها تغيير خلقة الإنسان السوية، تبعًا للهوى والرغبات بالتقليد للآخرين، مثل عمليات تغيير شكل الوجه للظهور بمظهر معين، أو بقصد التدليس، وتضليل العدالة، وتغيير شكل الأنف، وتكبير أو تصغير الشفاه، وتغيير شكل العينين، وتكبير الوجنات. اهـ.

والظاهر من قول السائلة: (قد علّق الكثير من الأشخاص عليها؛ مما يؤذيني حقًّا) أنه يبلغ حد التشويه.

ولمزيد الفائدة، يمكن الاطلاع على الفتوى: 398530.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني