الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم زواج الزاني بمن زنا بها قبل توبتهما

السؤال

كنت مطلقا منذ 10 سنوات، أعيش في فرنسا وحدي، ولدي ولدان.
ارتكبت جريمة زنى مع امرأة متزوجة، لديها بنتان من زوجها. وبعد ذلك عرفت أن لديها مشاكل مع زوجها، وكانت قد طلبت منه الخلع، بحجة أنه لم يعاشرها في الفراش لمدة 3 سنوات، ويسرق مالها.
وحاولت الإصلاح بينهما، لكنها بقيت مصممة على قرارها بسبب ما ذكرته لكم، وليس بسببي. وتم الطلاق في المسجد الكبير بباريس بحضور الأئمة، بحجة أنه لا يلمسها لمدة 3 سنوات.
وبعد نهاية عدتها بأشهر، قررنا أن نستر بعضنا ونتوب إلى الله، ونقوم بالزواج على سنة الله ورسوله؛ لكي يغفر لنا الله ما ارتكبناه من ذنب، وأن لا نعيش في الحرام.
وقد تركت كل ما كنت أعيشه في الحرام، وأصلي منذ زواجنا، ونحن الآن متزوجان منذ 3 سنوات لحد الآن. نخاف الله، وقد تبنا، ولم نكن نعلم بأن زواجنا باطل، حسب فتاوى بعض العلماء، والآن نريد أن نعرف ما هو مصيرنا.
شكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في كون ما وقع بينك وبين هذه المرأة منكر شنيع؛ فالزنا شر سبيل، وأخبث طريق، وهو جرم عظيم، وكبيرة من كبائر الذنوب التي تجلب غضب الله، ولا سيما إذا وقع من محصن، فالإثم حينئذ أشد، والجرم أعظم، وتزداد البلية سوءا وخبثا إذا كانت المزني بها ذات زوج، لما ينضاف إلى إثم فاحشة الزنى من انتهاك لعرض زوجها وإفسادها عليه؛ فهذا من أعظم الجرائم وأقبح المعاصي.
ومع ذلك؛ فمن سعة رحمة الله أنّه يقبل التوبة الصادقة مهما عظم الذنب، فإن كنتما تائبين إلى الله -تعالى- توبة صادقة مما وقعتما فيه من الفاحشة؛ فاثبتا على توبتكما، واستقيما على طاعة الله -تعالى- وأبشرا بقبول التوبة والعفو من الله تعالى.

وإذا كان فعلك هذا هو الذي أفسد المرأة على زوجها، أو ساعد في ذلك، فاعلم أن كثيرا من أهل العلم يرى عدم صحة زواج المخبب بمن خببها على زوجها معاملة له بنقيض قصده، لكن إن كنت تزوجت بها زواجا مكتمل الشروط والأركان؛ فلا حرج في عملك بقول من يصحح هذا الزواج، خاصة أنك ذكرت أنه قد مضى عليه سنوات.

هذا ونؤكد عليك الوصية بتجديد التوبة كل حين، والإكثار من الاستغفار، والمداومة على الأعمال الصالحة.

ولمزيد من الفائدة، راجع الفتاوى: 58250، 2656،7895، 199913.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني