الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على الزوج توفير سكن لزوجته بالمدينة لرعاية طفلتها المريضة؟

السؤال

رزقني الله طفلة مصابة بالتوحد، أسكن مع زوجي في قرية، مع أبيه وأمه. تحتاج بنتي إلى جلسات في المدينة، كما أن عملي هناك أيضا.
فهل يحق لي أن أطلب السكن في المدينة؛ لأنه يسهل علي الاهتمام ببنتي وتعليمها، علما أن زوجي يستطيع، ولكنه يشعر بالذنب؛ لأنه سيترك أهله.
والحمد لله، والدته تستطيع خدمة نفسها، وزوجها وبناتها أيضا يأتون إليها. وسوف نأتي لزيارتهم أسبوعيا، ونقضي معهم جزءا من الإجازة الصيفية. فهل أنا ظالمة، وأنانية؟
أخشى أن تدعو أم زوجي علي وعليه، وأن يكون هذا عقوقا لوالديه، مع العلم أني عانيت كثيرا في المواصلات، ووالدته للأسف، تعامل بنتي معاملة سيئة، والله شاهد على كلامي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله -تعالى- الشفاء لابنتك، وأن يحفظها ويمتعها بالصحة والعافية، ويجعلها قرة عين لكما.

فمن حقك على زوجك أن تكوني في مسكن مستقل يليق بك، فإذا وفر لك هذا المسكن، فقد أدى ما عليه، وراجعي الفتوى: 66191، ففيها بيان صفات المسكن الشرعي.

ولا يلزم زوجك أن يوفر لك هذا المسكن في المدينة، ولا بأس بالتفاهم معه، ومحاولة إقناعه بأهمية الانتقال إلى المدينة.

فإذا اقتنع ورغب في الانتقال، فلا حرج عليه في ذلك، ولا يعتبر هذا بمجرده عقوقا لوالديه، إذا تركهما على حال يأمن معه عليهما الضيعة. وليجتهد في برهما، وتعاهدهما بالزيارة والاتصال عليهما ونحو ذلك.

وما ذكرناه من كونه لا يجب عليه توفير المسكن في المدينة، لا يعني أن يهمل ابنته، بل عليه أن يوفر لها ما تحتاجه من الرعاية والعناية الطبية وغيرها حسب الإمكان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني