الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الحنث الدائم في اليمين موجب للعنة الله تعالى وغضبه؟

السؤال

لو طرأت نية تكرار اليمين بعد انتهائه مباشرة، فهل تقع؟ ومن يحنث بشكل دائم، فهل هم ملعون، أو يغضب الله عليه؟ أرجوكم أفتوني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن أجبنا الأخت السائلة عن نحو سؤالها هذا، وذلك في الفتوى: 397816.

ولذلك ننبه على أهمية الإعراض عن الوسوسة، والكف عن أسباب وجودها، وإلا فهي داء خطير، متى استحكم أفسد على المرء حياته.

وأما من يحنث بشكل دائم، فلا نعلم قائلًا أو دليلًا عن كونه ملعونًا، أو مستحقًّا لغضب الله تعالى، بل الحنث تعتريه الأحكام التكليفية الخمسة؛ بحسب المحلوف عليه، وحال الحالف، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: إن حلف على فعل واجب، أو ترك حرام، فيمينه طاعة، والإقامة عليها واجبة، والحنث معصية، وتجب به الكفارة.

وإن حلف على ترك واجب، أو فعل حرام، فيمينه معصية، ويجب عليه أن يحنث، ويكفر عن يمينه عند الجمهور ..

وإن حلف على فعل نفل، فالإقامة على ذلك طاعة، والمخالفة مكروهة، وعليه كفارة بالحنث؛ لخبر: "إذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيرًا منها، فكفِّر عن يمينك، وأتِ الذي هو خير".

وإن حلف على ترك نفل؛ فاليمين مكروهة، والإقامة عليها مكروهة.

وإن حلف على مباح -كدخول دار، ولبس ثوب-، أو تركهما؛ فله أن يقيم على اليمين، وله أن يحنث. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني