الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم زراعة شعر اللحية في الأماكن التي لا يوجد فيها شعر

السؤال

نبت شعر ذقني بشكل عشوائي. فهل يجوز لي زراعة شعر اللحية، بحيث يتم نقل الشعر من المكان الموجود فيه، وزراعته في الأماكن التي لا يوجد فيها شعر.
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم الأمة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزارعة الشعر من القضايا الحادثة التي لم يتطرق لها المتقدمون في كتبهم، وإنما كانوا يتحدثون عن تكثير الشعر ومعالجته بالوسائل الطبيعية التقليدية.

وتحدثوا بالخصوص عن معالجة شعر اللحية؛ لينمو ويكثر، وتلك المعالجة هي من باب التداوي أو الترفه، والأصل في هذا الجواز.

أما زراعة الشعر فهي من باب العمليات الجراحية، لذلك بحثها المعاصرون في هذا الباب، وأدخلوها في عموم الجراحة التجميلية. وحكم الجراحة التجميلية هو: أن ما كان منها لإزالة ضرر، أو ألم، أو شين بين ظاهر، أو تشوه حاصل بسبب مرض، أو حادث. فهو جائز.

وما كان لطلب زيادة في الحسن وإبراز للجمال، فلا يجوز؛ لما فيه من تغيير خلق الله -تعالى- وفي الصحيحين من حديث عبد الله ‌بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، ‌وَالْمُتَفَلِّجَاتِ ‌لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ.

فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي كِتَابِ اللهِ. وهذا لفظ البخاري.
وعليه؛ فإن كان ما بك من النوع الأول، فلا حرج في إجراء تلك العملية، وإن كان ما بك أمر طبيعي يحصل للرجال خاصة في بداية نبات لحاهم، فلا يجوز لك إجراء تلك العملية.
وممن قرر ما ذكرناه الشيخ الدكتور صالح محمد الفوزان في كتابه: الجراحة التجميلية، والشيخ سعد الخثلان في كتابه: أحكام زراعة الشعر وإزالته.
هذا؛ وننصحك بأن لا تعطي الأمر أكبر من حجمه الواقعي، فاللحية تنبت عادة متفرقة الشعر قليلته، ولم تزل تنمو حتى يغطي شعرها الأماكن المعتادة، وحتى لو لم تنمُ ذلك النمو فالأمر طبيعي، ولا يعتبر بحال عيبا يعاب به الرجل.

هذا؛ وإن كمال الرجل في كمال دينه ومروءته، وحسن أخلاقه وفعاله، وبقدر نصيبه من العلم والعقل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني